الخميس، 19 يوليو 2012

مفهوم التصميم التعليمي و اهميته


بسم الله الرحمن الرحيم

مفهوم التصميم التعليمي و اهميته

عمر الشيخ هجو/ جامعة السودان المفتوحة

ان التعليم المفتوح يعتمد اساسا على توفير مناهج قادرة على مساعدة الطالب و تمكينه من التعلم الذاتي و هي ميزة لا توفرها المناهج التقليدية. ان اعداد المواد التعليمية لطلبة التعلم عن بعد يختلف عن كتابة البحث العلمي او المرجع المدرسي المالوف. اذ تخضع مواد التعلم عن بعد لشروط تربوية معينة و تتسم بخصائص اسلوبية و بنائية و تعليمية خاصة تنسجم مع نمط التعليم عن بعد و التعلم الذاتي. إن عملية التصميم يمكن تعريفها بالتخطيط والدراسة المسبقة للبرامج التعليمية، و من شأنها أن تتنبأ بالمشكلات التى قد تنشأ عن تطبيق البرامج التعليمية، وبالتالى محاولة العمل على تلافيها قبل وقوعها، فالتصميم عملية دراسة ونقد وتعديل وتطوير للبرامج. تستعرض هذه الورقة نموذجين من نماذج التصميم التعليمي لمنهاج طالب التعليم عن بعد و هما: التصميم التعليمي للمادة التعليمية المكتوبة و المادة التعليمية السمعبصرية.
اولا: المادة المكتوبة
بنية الوحدة
تتكون الوحدة الدراسية من الاقسام التالية
اولا: المحتويات
ثانيا: المقدمة
          و تشمل مقدمة الوحدة الدراسية على البنود الرئيسة التالية:
تمهيد

الاهداف

ثالثا: النص الرئيس
          يتكون النص الرئيس من المادة التعليمية بتقسيماتهاالمختلفة، و ما يتعلق بها من تدريبات و انشطة و اختبارات و اسئلة تقويم ذاتي، و رسومات و اشكال ايضاحية و مخططات و قوائم و رموز بصرية..... الخ
رابعا الاجزاء الختامية
و تشمل الاجزاء الختامية لاي وحدة دراسية البنود التالية
الخلاصة
لمحة مسبقة عن الوحدة الدراسية التالية
اجابات التدريبات
مسرد بالمصطلحات
الملاحق و الجداول
المراجع العربية و الاجنبية.
المادة السمعبصرية
ثانيا: المادة السمعبصرية

إعداد السيناريو

          هو مادة مكتوبة عن سيسمع وما سيشاهد، وهو اساس الوسيط التلفازى، ويقرر نجاح العمل أو فشله. ويحدد نتيجته الفكرية والفنية ويعطى تصوراً واضحاً عنه.
          إن العمل الإبداعى الرئيس بالنسبة لخلق الوسيط التلفازى ينتهى إلى حد كبير لحظة كتابة السيناريو الإخراجى. إن هذا يشبه إلى حد كبير تصميم المشروع ( Blue print) فى الهندسة المعمارية، لذا يجب أن تكون فى مخيلة كاتب السيناريو بعض العناصر والمعايير المهمة التي تؤثر فى نجاح الوسيط فى المستقبل، ومن هذه العناصر نذكر ما يلى:
1.تحديد الفئة المستهدفة
عند  الشروع فى كتابة السيناريو أن يكون على معرفة جيدة بخصائص الفئة المستهدفة من حيث السن والمستوى الثقافى ومعرفتهم عن الموضوع، لأن هذه المعرفة ستوثر حتماً فى طريقة تصميم الرسالة.
2. تحديد الأهداف
 بعد تحديد الموضوع والفئة المستهدفة، علينا أن نقرر أثر الرسالة فى الفئة المستهدفة. ما التغير الذى نتوقع أن يحدث فى سلوكهم، أى علينا أن نحدد. ماذا ستتعلم الفئة المستهدفه عن الموضوع، وأى جوانب منه، وبأى عمق ستعالج؟
3. تحديد شكل وبنية السيناريو
          ماذا سيشاهد المشاهد وماذا سيسمع، ما الشكل الفنى للوسيط التلفازى، وما الاسلوب الذى سيتبع فى تنفيذه؟ هل سيكون على شكل محاضرة أم سنستخدم الأسلوب الوثائقى، أو الروائى؟ هل سيسجل الصوت فوراً فى اثناء التصوير أم سنستخدم التعليق فيما بعد؟
4. جذب انتباه وتركيز المشاهدين
          إن النجاح فى شد انتباه وتركيز المشاهدين يعتمد على عدة عناصر نذكر منها ما يلى:
أ‌.        الترتيب الذكى والبارع لمادة الوسيط.
ب‌.   مستوى اللغة المستخدمة فى البرنامج بحيث تكون سهلة الفهم مباشرة ومناسبة لمستوى الفئة المستهدفة.
ج. طريقة تقديم وعرض الوسيط.
5. المقدمة
     يجب ألاننسى بأن الدقائق الأولى من الوسيط هامة جداً ففى جذب انتباه الدارسين ومتابعتهم للوسيط ويمكن تحقيق ذلك من خلال عدة طرق نذكر منها:
أ‌.   إخبار الطلبة ماذا يتوقع منهم أن يحققوا من أهداف وماذا سيعملون، فإذا كان محتوى الوسيط ذو علاقة باحتياجاتهم فبالتاكيد إن هذه المقدمة ستشد انتباههم.
ب‌.   يبدأ المقدمة بسؤال للدارس  مم يجعله مهتماً فى اكتشاف الاجابة أو تعلم المهارة من خلال متابعته للوسيط.
ج. تبدأ المقدمة بشئ له علاقة مباشرة بالموضوع كبرنامج عن المياه مثلاً يبدأ بلقطات برق ورعد وامطار غزيرة أو بعكس ذلك يبدأ بالجفاف وتشقق التربة وغيرها.
د. مراجعة لوسيط سابق بنى عليه هذا الوسيط.
     ومن المهم القول بأن المقدمة يجب أن تكون منبهة ومحفزة وقصيرة.
6. تحديد النشاطات
     يجب على كاتب السيناريو تحديد النشاطات والأسئلة التى سيتضمنها الوسيط ومتى ستظهر وما المطلوب من الدارس كى ينفذ هذه النشاطات أويحل هذه الأسئلة، مما يزيد من التفاعل  بين الدارس والوسيط ويوجهه للتركيز على النقاط الرئيسة وما يتناسب مع الدارسين فى برنامج التعلم عن بعد.
7. استخدام التكرار والمراجعة والتلخيص
     فى بعض  الاحيان قد يكون استخدام اسلوب التكرار والمراجعة و التلخيص مفيداً جداً للدارس لتوضيح النقاط الصعبة أو المهمة و خاصة فى ختام الوسيط التفازى أو المفاصل الرئيسة فى الوسيط.
8. تحديد المدة الزمنية للبرنامج
     يجب أن تتناسب المدة الزمنية للبرنامج مع العمر والمستوى التعليمى للطلبة، ويفضل ألا تزيد مدة البرنامج عن (30)دقيقة إلا فى الحالات التى تحتاج المادة التعليمية الى وقت أكثر لتوضيحها وقد تصل إلى (45) دقيقة.
9. معرفة الإمكانات الفنية والتقنية والمادية
     يجب على معد السيناريو أن ياخذ فى الاعتبار الإمكانات المادية والفنية والتقنية المتوافرة لإنتاج الوسيط وعرضه.
10. تحليل واختبار ومراجعة السيناريو
     لأن كتابة السيناريو عمل شخص واحد، لذا يجب عرضه على لجنة السيناريو لمناقشته  لأن تبادل الأفكار يغنى السيناريو ويؤدى إلى تجاوز وتصحيح الأخطاء العلميه والفنية قبل التصوير.
11. دليل الاستخدام
     من أجل تحقيق الأهداف التى أنجز من اجلها الوسيط يجب على كاتب السيناريو أن يقوم بإعداد دليل استخدام الوسيط وهو لمن، وأين، ومتى، وكيف سيستخدم السيط.
كيفية كتابة السيناريو
بعد جمع المادة العلمية، نقوم بتحديد ماذا نريد أن يحمل البرنامج من هذه المعلومات لإيصالها لأفراد الفئة المستهدفه، كما نحدد مستوى التفصيل بالمعلومات والجوانب التى تحتاج إلى معالجة بسيطة. أما الإطار المرجعي لتحديد المعلومات فهو الأهداف السلوكية التى سبق أن تم تحديدها.
          ثم نقوم بتنظيم المعلومات حسب تسلسل منطقى، ماذا سنقدم أو نعرض أولاً ثم ماذا بعد ذلك؟ وهكذا. ثم نقوم باختيار الرموز المناسبة لكل معلومة أو فكرة، أو جانب من الجوانب أو خطوة من الخطوات، وتعتبر ترجمة المعلومات والأفكار إلى اشكال مصورة ورسوم من المهارات الأساسية التى يحتاجها معد السيناريو.
          بعد إعداد التصميم الأولى، يتم عرضه على بعض المتخصصين للأستئناس برأيهم، والسبب فى ذلك يعود لأن المحتوى العلمى للرسالة أمانة علمية.  ولهذا لابد من توخى الدقة فى ما نقدمه لأفراد الفئة المستهدفة. ربما يتطلب الأمر اضافة جانب من جوانب الرسالة أو حذف شئ أو ترتيب جديد للعناصر. ومن ناحية الإخراج لا يستطيع أحد أن يدعى أن هناك شكل معين للإخراج أو اسلوب محدد من اساليب العرض يمكن اعتباره صحيحاً دائماً هو الصحيح فقط، لأن هذه العملية تدخل فيها القدرات الإبداعية للإنسان.
التقديم
نظراً لان نجاح الوسيط التعليمى يعتمد إلى حد كبير على التقديم وحسن اختيار المقدم نورد فيما يلى بعض الإرشادات التى تؤخذ بالاعتبار عند اختيار المقدم أمام الكاميرا:

اختيار المقدم

يفضل أن يكون المقدم هو معد المادة العلمية أو كاتب السيناريو إذا توافرت به المواصفات المطلوبة وهى:
‌أ.         الصوت الإذاعى الجيد من حيث مخارج الاصوات والنطق السليم ونبرة الصوت والطبقة المناسبة.
‌ب.    الشكل العام من ناحية الحضور المقنع وجميل والمريح للمشاهد.

التقديم أمام الكاميرا

*        يجب  اختيار الملابس المناسبة لتقديم الوسيط بما يتناسب وموضوعه كذلك اختيار الألوان المناسبة للتصوير.
 * مراعاة المظهر العام من ناحية الشعر، أو لبس الحلى وغيرها.
* انظر الى العدسة أثناء التقديم، حتى يشعر الدارس انك تخاطبه وتوجه كلامك إليه وذلك لإحداث التواصل المطلوب بين المرسل والمستقبل.
* تحدث بصفاء ووضوح واعتدال حتى يستطيع الطالب متابعتك واستيعاب المعلومات المقدمه إليه.
* تعرف إلى امكانية الكاميرا وحركتها، بحيث تنظم حركاتك بما ينسجم وإمكانات الكاميرا، فالحركة السريعة فى الاستوديو مثلا تؤدى إلى نتائج سئية فى التصوير.
* دع الدارس يشاهد ما تعرضه أو تشرحه فلا تحجب بيديك أو بجسمك الأشياء التى تقوم بعرضها على الكاميرا.
* حافظ على التزامن بين ما تعرضه وما تقوله، وإذا استخدمت المؤشر استخدمه بدقه على المكان المراد التأشير عليه إن كان جزء من خريطة أو رسمة الخ كذلك تجنب الحركات العشوائية والارتجالية عند تحريك المؤشر.
* تجنب الحركات الغير مقصودة كحك الأنف والأذن أو العبث بالنظارة.
* تمرن على الدور والإلقاء أمام المرآه ثم أمام الكاميرا لأن التمرين افضل وسيلة لإتقان الدور والإحساس بالثقة أمام الكاميرا.

 اهمية التصميم التعليمي لدى طالب التعليم المفتوح

 يمكن تلخيص اهمية علم التصميم التعليمى وأهميته فى خمس نقاط هى:

1-  يؤدى التصميم التعليمى إلى توجيه الانتباه نحو الاهداف التعليمية: من الخطوات الأولى فى التصميم التعليمى، تحديد الأهداف التربوية العامة، والأهداف السلوكية الخاصة للمادة المراد تعليمها هذه الخطوة من شأنها أن تساعد المصمم  فى تمييز الأهداف القيمة من الأهداف الجانبية، ويميز الأهداف التطبيقية من الأهداف النظرية.

2-     يزيد التصميم من إحتمال فرص نجاح المعلم فى تعليم المادة التعليمية:

 إن القيام بعملية التصميم (التخطيط والدراسة المسبقة) للبرامج التعليمية، من شأنها أن تتنبأ بالمشكلات التى قد تنشأ عن تطبيق البرامج التعليمية، وبالتالى محاولة العمل على تلافيها قبل وقوعها، فالتصميم عملية دراسة ونقد وتعديل وتطوير للبرامج. ومن شأنه ايضا أن يجنب المستخدم لهذه الصورة صرف النفقات الباهظة والوقت والجهد اللذين قد يبذلان فى تطبيق البرامج التعليمية بشكل عشوائى.

3-     يعمل التصميم التعليمى على توفير الوقت والجهد.

 بما أن التصميم عبارة عن عملية دراسة، ونقد وتعديل، وتغيير، لذا فإن الطرق التعليمية الضعيفة أو الفاشلة يمكن حذفها فى اثناء التصميم قبل الشروع المباشر بتطبيقها. فالتصميم والتخطيط المسبق عبارة عن اتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة باستعمال الطرق التعليمية الفعالة، التى تؤدى إلى تحقيق الأهداف المرغوب فيها.

4-  يعمل التصميم التعليمى على تسهيل الاتصالات، والتفاعل والتناسق، بين الأعضاء المشتركين فى تصميم البرامج التعليمية، وتطبيقها ويقلل من المنافسات غير الشريفة بينهم.

5-  يقلل التصميم اتعليمى من التوتر الذى قد ينشأ بين المعلمين، من جراء التخبط فى اتباع الطرق التعليمية العشوائية، فالتصميم التعليمى من شأنه أن يقلل من حدة هذا التوتر، بما يزود به المعلمين من صور واشكال ترشدهم إلى كيفية سير العمل داخل غرفة الصف.

ويرى الغزوى (1996)أن هدف التصميم التعليمى صياغة الأهداف العامة، والسلوكية، وتحديد الاستراتيجيات وتطوير المواد التعليمية التى يؤدى التفاعل معها إلى تحقيق الأهداف، ويرى أن اهمية التصميم التعليمى تكمن فى الأتى:

 1/ تجسيد العلاقة بين المبادى النظرية وتطبيقاتها فى الموقف التعليمى.

2/ استعمال النظريات التعليمية فى تحسين الممارسات التربوية من خلال التعليم بالعمل.

3/ الاعتماد على الجهد الذاتى للمتعلم فى عملية التعلم.

4/ استخدام الوسائل والمواد والاجهزة التعلمية المختلفة بطريقة مثلى.

 5/ العمل على توفير الوقت والجهد من خلال استبعاد البدائل الضعيفة، والاسهام فى تحقيق الأهداف.

 6/ إدماج التعلم فى عملية التعليم بطريقة تحقق اقصى درجة ممكنة من التفاعل مع المادة.

 7/ توضيح دور المعلم انه منظم للظروف البيئية التى تسهل حدوث التعلم.

 8/ تقويم تعلم الطلبة وتدريس المعلم.

 9/ تفريغ المعلم للقيام بالواجبات التربوية الأخرى بالإضافة إلى التعليم. يتضح من ذلك أن للمعلم دور كبير فى عملية التعلم، إذ يقوم بإدارة تنفيذ المصممات التعليمية فى الموقف التعليمى آخذاً فى الاعتبار المستجدات التى قد تطرأ وتؤدى إلى إجراء بعض التغيرات فى اثناء التنفيذ.

هناك تعليق واحد: