الخميس، 19 يوليو 2012

التعليم عن بعد وتدريب المعلمين


         
التعليم عن بعد وتدريب المعلمين
بروفيسور/ مختار عثمان الصديق- جامعة القرآن الكريم
مقدمة
          تسعى كل دول العالم لتوفير اكبر قدر من التعليم لمواطنيها وبأعلى المستويات الممكنة ولكن قليلاً من الدول يكون قادراً على تحقيق ذلك.أما الدول المتقدمة فقد وفرت التعليم الأساس لكل مواطنيها, بل أصبحت الدراسة الجامعية متاحة لمعظم طبقات المجتمع كما هو الشأن في أمريكا وبعض الدول الغربية في حين ان كثيراً من دول العالم الثالث ما زالت تسعى لمكافحة الأمية بين مواطنيها, وأكثر من نصف التلاميذ في سن الدراسة لا يجدون أماكن في المدارس. ذلك رغماً عن ان بعض تلك الدول تصرف قدراً كبيراً من دخلها القومي في التعليم والذي يصل في بعض الأحايين إلى ربع ميزانيتها, وعلى سبيل المثال:فان الدول العربية تنفق على التعليم مبالغ لا تقل – بل ربما تزيد عن التي تنفقها الولايات المتحدة وكندا او دول اوربا واليابان – وعلى سبيل المقارنة فان ما تنفقه امريكا على التعليم يصل الى 5.5% من الناتج القومي في الوقت الذي تصل نسبة الإنفاق على التعليم في الدول العربية الى 5.8% من الناتج الصرفي ودول مثل الغرب تنفق ربع ميزانيتها كما تنفق الجزائر 30% من ميزانيتها على التعليم أما السعودية والكويت وبقية دول الخليج فتعد من أكبر دول العالم إنفاقاً على التعليم(1)،ولعل العقبات التي تجعل الأمر أكثر تعقيداً في الدول النامية هي الزيادة السكانية الهائلة التي تشهدها تلك الدول والحقيقة الماثلة إن معظم سكان تلك الدول هم من الشباب والأطفال وهذا يتطلب سعياً مستمراً من تلك الدول لتوفير مزيد من المدارس والمعلمين ومتطلبات التعليم الأخرى، ذلك مع علمنا بأن كثير من هذه الدول تعانى من قلة الموارد والإمكانات ولعل الأمر يصبح أكثر صعوبة مع تطلعات هذه الدول وسعيها إلى تعميم التعليم وأن يكون متاحاً للجميع.
          أضف إلى ذلك متغيرات كثيرة منها ما تشترك فيه الدول النامية مع الدول المتقدمة،من ذلك نوعية التعليم والسعي إلى إعادة النظر في المناهج من وقت لآخر مما تستوجبه حركة تطور المجتمع. فمنذ الحرب العالمية الثانية تسارعت حركة التغيير الاجتماعي والاقتصادي مما استوجب إعادة النظر المستمرة في المناهج وأساليب التعليم وإنتاج مواد ومقررات جديدة، ويواكب ذلك ويسير معه توفير المعلمين وتدريبهم بالقدر الكافي لتحمل عبء التغيير. وقد فشلت كثير من سياسات المناهج نسبة لعجز المعلمين وعدم تأهيلهم بالقدر الكافي لمواكبة حركة المجتمعات وقد لاحظ ( قودلادGood lad  )إن كثيراً من مشروعات تغيير وتطوير المناهج قد تحطمت عند باب الفصل لعجز المعلمين عن القيام بالمطلوب (2) وهذا يعزى إلى عوامل يأتي على رأسها عدم كفاءة المعلمين وربما تباين المادة التي يتلقونها مع الاحتياجات الحقيقية، ولعل هذا الأمر الأخير قد يشير إلى أن التدريب الأساس – إن وُجد- فلن يكون كافياً ومتمشياً مع المتغيرات المستمرة في هياكل التعليم وفلسفته وأساليبه وإدخال مواد أو إضافات جديدة كالرياضيات الحديثة واللغات والعلوم الإنسانية وعلوم الكمبيوتر وخلافه لذلك فإن الدول النامية تعانى ليس فقط من التوسع الكمي وإنما تشارك الدول الأخرى في تحسين نوعية التعليم وتطورات المناهج،وفى حين أن الدول المتقدمة قد عالجت أمر الكمية على الأقل ببطء وتدرج على مدى سنين طويلة ،فإن الدول النامية تواجه كل ذلك وفى أقصر وقت ممكن ولعل معالجة وتحسين نوعية التعليم تزداد صعوبتها في الدول النامية نسبة لصعوبة إنتاج الكتب المدرسية كما أن الوسائل التعليمية غير متاحة وضعف بنيات التعليم الأساسية وكذلك ندرة المختصين في مجال الإدارة والتخطيط وتخطيط التعليم وفوق ذلك عدم توافر المعلمين المؤهلين أكاديمياً وفنياً.
التجربة العالمية في تدريب المعلمين
          لقد ثبت أن التدريب الفعال للمعلمين هو السبيل الأمثل لتحقيق التطور المنشود في التعليم لذلك نال اهتمام كل الدول،وقد سعت معظم دول العالم لزيادة التأهيل الأساس ليصل المعلم إلى المهنة وهو أكثر قدرة على القيام بالدور المنوط به فزادت سنوات الدراسة كمتطلبات قبل الانخراط في معاهد التعليم وزادت مدة التدريب أيضاً فى معاهد تدريب المعلمين،ففي بريطانياً مثلاً زادت مدة تدريب المعلمين إلى ثلاث سنوات بدلاً عن سنتين في العام 1960م ثم زيدت وفي وقت وجيز إلى أربع سنوات ليتخرج المعلم بدرجة البكالوريوس، وفى بعض تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت درجات الماجستير أرماً عادياً بين العاملين في حقل التعليم (3).
          أما فى الدول النامية فإن التعليم الثانوي يستوجب مؤهلاً جامعياً والتعليم دون ذلك يعتمد على التأهيل في معاهد المعلمين، والتي تتطلب تأهيلاً أساسياً أو ثانوياً في الأكثر، وقد سعت كثير من هذه الدول لتحسين مستوى معلميها وزادت متطلبات الالتحاق بالمعاهد،ففي كثير من الدول أصبح الدخول إلى معاهد المعلمين مساوياً لشرط دخول الجامعات.
          وفي سبيل تحقيق التطور الكمي والكيفي في التعليم تسارعت عملية إنشاء معاهد المعلمين كما أنشأت الكليات المتخصصة لهذا الغرض وفتحت الأبواب للمعلمين للانخراط فيها إلا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة بالنسبة للدول النامية فحركة إنشاء المدارس وتوسع التعليم لم تكن لتواكب تزايد السكان وبالتالي زيادة المعلمين المدربين لم تكن بالقدر الكافي، ففي الهند على سبيل المثال نجد أن 50% من المعلمين في المدارس الابتدائية غير مدربين وكذلك 90% من المعلمين في المدارس الثانوية (4) وهذا الوضع يكاد ينطبق على معظم دول إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية ودول البحر الكاريبي، وهنا يبدأ التساؤل عن إمكانية معاهد تأهيل المعلمين في توفير العدد الكافي من المعلمين، وفوق ذلك فإن تأسيس تلك المعاهد أمر مكلف فتكاليف المباني والسكن والإقامة بالنسبة للمتدربين وتأسيس تلك المعاهد بالوسائل المناسبة وكذلك تأهيل المدربين العاملين بها مما يستوجب أحياناً إرسالهم في بعثات خارجية لمدة عامين أو ثلاثة ،كل ذلك بالطبع يكلف أموالاً طائلة.
          وفي مواجهة مشاكل التعليم والنوعية سعت كل دول العالم إلى النظر في إمكانية إيجاد أساليب وطرق جديدة تمكن من الاستغلال الأمثل للموارد وتحقيق أحسن النتائج في نفس الوقت كماً وكيفاً، ولعل دول العالم وخاصة الدول النامية قد وجدت في التدريب أثناء الخدمة مخرجاً لمشكلة تدريب المعلمين، حيث إنه لا يستوجب مغادرة المعلم لمدرسته وبالتالي الاحتياج إلى بديل هو أقل تدريباً من هذا الذي جاء ليحل محله،كما وأن التدريب أثناء الخدمة يستطيع أو يوفر أعداداً كبيرة من المعلمين في وقت وجيز.
التدريب أثناء الخدمة:
          ظهرت فكرة تدريب المعلمين أثناء الخدمة كرد فعل لعجز معاهد تدريب المعلمين عن توفير العدد الكافي من المعلمين لمواكبة الزيادة المضطردة في المدارس وزيادة الطلاب كما أن التدريب أثناء الخدمة ازدهر مع المفاهيم الجديدة والتي دعت إلى استمرارية التعليم والتدريب طوال فترة العمل لزيادة التأهيل ومواكبة المستجدات.وقد دعا الإسلام من قبل إلى ذلك "تعلّم العلم من المهد إلى اللحد" ولكن الفكرة في العصر الحديث ازدهرت في بداية السبعينات حيث ظهرت مفاهيم التعليم طوال الحياة أو التعليم المستمر                                       " Continuing Life Long Education" والتي تبلورت في تقرير اليونسكو بقيادة العالم فير "Fawre"والذي ظهر عام 1972م (5) وقد ساعد التدريب أثناء الخدمة بعد ذلك في الاهتمام بالأنشطة داخل الفصل وفكرة المشروعات وإدخال أساليب جديدة في التعليم.
          وقد وجد مخططو المناهج في التدريب أثناء الخدمة ضالتهم التي تمكنهم من إدخال أفكار جديدة ومشروعات وقد واكب ذلك الاهتمام بالعنصر البشرى والذي هو الأداة التي تحدث التغيير وصاحب ذلك اهتمام الدول وكثير من المنظمات بالتدريب أثناء الخدمة كما نشأت دراسات وتعاون دولي في هذا المجال مما أوجد كثيراً من الأمثلة والتجارب التي نشأت وتبلورت في الدول النامية.
          ومن خلال البحث والتمحيص يمكن ملاحظة أن التدريب أثناء الخدمة قد حقق أهداف في تدريب المعلمين هي:
1.     القيام بمهمة التدريب الأساس.
2.     القيام برفع مستوى المعلمين غير المؤهلين تأهيلاً كاملاً.
3.     القيام بالتدريب التأهيلي في حالة إدخال مناهج جديدة أو مواد إضافية كما في الرياضيات والعلوم واللغات وخلافه.
4.     القيام بتدريب المعلمين للقيام بأدوار جديدة يتم تأهيلهم لها في الأساس.
5.  القيام بالتدريب التأهيلي أو المستمر والذي يتطلب عودة المعلم من وقت لآخر للتدريب لمدة بأحدث النظريات والممارسات في مجال التعليم.
وهناك بعض البرامج التي سعت إلى تحقيق أكثر من هدف كما في زيمبابوي إذ هدف تدريب المعلمين إلى مواكبة المتغيرات الجديدة في المناهج وإعادة تأهيل معلمي المدارس الابتدائية، ولعل من الأشياء المستخدمة في هذه المجالات تدريب المعلم للقيام بدور جديد بعد إدخال مناهج جديدة أو مواد جديدة، وفي كل هذه الأحوال نجد أن التدريب أثناء الخدمة يخدم هذه الأغراض بكفاءة عالية وبالسرعة المطلوبة والتي تحقق الأهداف في الوقت المحدد.
وقد كانت بداية ظهور أشكال التدريب أثناء الخدمة أمراً طوعياً في شكل "كورسات" قصيرة تقدم في أزمان متفرقة ويشترك فيها المعلمون الأكثر التزاماً بمهنة التعليم والأكثر طموحاً، كما ساهمت منظمات واتحادات المعلمين في تنبني بعض أشكال التدريب أثناء الخدمة وكذلك مراكز وأندية التعليم والمعلمين ولكن هناك أشكالاً كانت أكثر ممارسة وتبنتها الوزارات والإدارات المرتبطة بالتعليم وأخذت شكلاً رسمياً وهي:
1.     الكورسات القصيرة أو مايسمى "بالساندوتش كورس"Sandwich Course ومن الأمثلة ما وجد في البرازيل ونامبيا.
2.     الفصول المسائية وهذه انتشرت في بلاد كثيرة منها على سبيل المثال غينيا والسودان.
3.     التدريب الذي اعتمد نظام التعليم عن بعد.
وهذا الأخير هو الأكثر فاعلية وانتشاراً إذ لا تخلو دولة من ممارسته وقد تعددت أشكاله وهو سيكون محور حديثنا خلال هذه الدراسة.
ويمكن الآن استخلاص بعض المفاهيم والأسس التي يمكن الاستفادة منها وجعلها أساساً لمستقبل العملية التدريبية والتي يمكن تلخيصها فيما يأتي:
1.  إن تطوير مستوى المعلمين يجب وتدريبهم يجب أن يكون عملية مستمرة طوال فترة العمل ويشمل ذلك التدريب الأساس والتدريب أثناء الخدمة.
2.  إن أساليب تدريب المعلمين أن تكون متنوعة ومتجددة وتشمل التدريب في المعاهد التقليدية وفي الجامعات والتي تستوجب التفرغ الكامل للدراسة وكذلك كل أشكال التدريب أثناء الخدمة والتدريب عن طريق التعليم عن بعد والتدريب السريع والقصير الأجل والتدريب بالراديو والتلفزيون والحاسب الآلي وخلافه.
3.  البرامج التدريبية يجب أن تكون عملية ومرتبطة بالواقع والممارسة وأن تعالج المشاكل التي تواجه المعلمين داخل الفصول.
4.     تطوير المناهج وتطوير قدرات المعلمين يجب أن تسير جنباً إلى جنب حتى تحقق الأهداف التعليمية والتربوية.
5.  برامج التدريب أثناء الخدمة يجب أن تشمل كل العاملين في مجال التربية والتعليم خاصة المعلمين في الأرياف والمناطق النائية وهؤلاء أشد حاجة للتدريب، وكذلك الكوادر والعاملين في التخطيط والمعلومات وإعداد المناهج والتقويم وخلافه، وأن يكون هناك تعاون وتنسيق بين كل هذه الأشكال التدريبية.
التعليم عن بعد
يمكن القول بأن التعليم عن بعد يتفق في مضمونه وغاياته مع التعليم التقليدي إلا أنه يختلف عنه في الأسلوب والطريقة التي تتم بها عملية التعليم والتدريب، كما يمكن القول أن التعليم عن بعد هو تطور للتعليم بالمراسلة Correspondence Education وهو الذي اعتمد على استعمال البريد في إرسال المواد التعليمية,وانتشر على نطاق واسع خاصة في الدول المتقدمة ولكن في السنوات الثلاثين الأخيرة حدث تطور كبير في المفهموم والممارسات وأخذ شكلاً مختلفاً عن التعليم بالمراسلة وازدادت المؤسسات التعليمية والتدريبية التي تأخذ بهذا النمط وتضاعفت أعداد الطلاب المستفيدين منه.وقد ساهمت عوامل كثيرة في ذلك أهمها التطور التكنولوجي والذي أضاف معينات كثيرة ووسائل سمعية وبصرية وقد أوضحت الدراسات أن التعليم عن بعد انتشر على كل المستويات التعليمية فنجد على المستوى الجامعي في شكل الجامعات المفتوحة وغيرها وكذلك على مستوى التدريب الإداري والتعليم الثانوي ومستوى محو الأمية والتنمية الريفية إلا أنه كان أكثر انتشاراً ونجاحاً على مستوى تدريب المعلمين وقد نشأت الكثير من المؤسسات التي ترعى هذا النمط من التعليم في كل قارات العالم وأكبر منتدى هو المجلس العالمي للتعليم عن بعد والتعليم المفتوح ومقره في أوسلو في النرويج International Council Distance & Open Education  ولعل أهم خصائص التعليم عن بعد ومميزاته الآتي:
1.     أن هناك فصلاً دائماً بين المعلم والمتعلم وهذا يميز التعليم عن بعد عن التعليم التقليدي.
2.  أن هناك مؤسسة تقوم بالتخطيط للعملية التعليمية ثم التنظيم وخاصة تجهيز وإعداد المواد التعليمية ثم الإشراف الإداري على الطلاب.
3.  استعمال التكنولوجيا الحديثة في التعليم وتشمل المواد المطبوعة "وهذه شهدت تطوراً كبيراً من ناحية الوسائل والتكنولوجيا المستعملة فيها" والإذاعة والتلفزيون والفيديو والكمبيوتر والإنترنت وغيرها وهذه تصل بين المعلم والمتعلم تحمل عبء معظم العملية التعليمية.
4.  وجود اتصال بين جانبين Two Way Communication يجعل الطالب والعملية التعليمية تستفيد من ذلك وهذا يميز التعليم عن بعد عن الاستعمال التقليدي للتكنولوجيا في التعليم.
5.  إختفاء وجود الجماعة على طول العملية التعليمية بمعنى أن الناس يتعلمون فرادى وليس في جماعة إلا أن هناك إمكانية تنظيم لقاءات لأغراض تخدم العملية التعليمية والأغراض الاجتماعية والنفسية.
6.     وجود العديد من مظاهر العمليات الصناعية في التعليم عن بعد أكثر من التعليم التقليدي.
النقطة الأخيرة والخاصة بالمظاهر الصناعية في التعليم عن بعد من نظرية بيترز Peters 1983م والذي افترض أن التعليم عن بعد هو أقرب إلى العمليات الصناعية حيث تظهر فيه مظاهر تقسيم العمل  Division of Labour والذي يقوم بإعداد المواد التعليمية ليس بالضرورة نفس الشخص الذي يقوم بالإشراف على الطلاب..الخ وإنتاج المواد التعليمية يتم بكميات كبيرة حيث يتعامل عن بعد مع أعداد هائلة من الطلاب أقرب ما يكون للإنتاج الصناعي ثم وجود كثير من المظاهر النهج العلمي.
إذن فإن الدارسة ذاتية تتم في المنزل ولا توجد فصول دراسية منتظمة للطالب يتلقى فيها المواد الدراسية والتي تكتب بطريقة معينة مع التوجيهات اللازمة حول طريقة الدراسة والطالب يدرس في الوقت الذي يناسبه وفي هذا الكثير من المرونة والحرية يمثل اختلافاً جذرياً عن التعليم التقليدي والذي يستوجب حضوراً شخصياً والتزاماً. والدارس مع ذلك يتلقى إشرافاً من على البعد من متخصصين تعينهم المؤسسة التعليمية ولعل من أهم ما يميز هذا النمط من التعليم الاستعمال المكثف للوسائل والوسائط التعليمية التربوية والتي يمكن أن نلخصها في الآتي:
1.  المادة المكتوبة Written Text أو المذكرة الدراسية وهي أهم الأجزاء وتكتب خصيصاً للدراسة الذاتية بحيث تقسم إلى أقسام وتشتمل على رسوم وأشكال توضيحية وأسئلة يطلب من الدارس الإجابة عنها ومعالجتها للتأكد من استيعابه لأي جزء قبل الانتقال إلى الجزء الآخر.
2.  مجموعة وسائط تعليمية تشتمل على تراث تكنولوجيا التعليم ووسائل سمعية وبصرية،وراديو، وتلفزيون، وفيدو، وتعليم مبرمج، وكمبيوتر، وتسجيل صوتي، وانترنت...الخ والملاحظ أن المؤسسات التعليمية تتفاوت تفاوتاً شديداً في الاختيار من هذه الوسائط.
3.  الإشراف على الطلاب وهذا متوافر في معظم برامج التعليم عن بعد إذ يعين مشرف للطالب في الدراسة يشرح له بعض المسائل الصعبة كما يصحح واجباته ويعطيه التعليقات المناسبة التى تساعده في الدراسة وقد يعقد دروساً جماعية لمجموعة من الدارسين لمعالجة بعض المسائل التعليمية.
مميزات التعليم عن بعد في تدريب المعلمين
          كما ذكرنا فإن مجال تدريب المعلمين هو أكثر مجالات استعمال التعليم عن بعد وذلك للخصائص والمميزات التي يتسم بها ويمكن عرض هذه المميزات مع مراعاة المقارنة بين التدريب عن بعد والتدريب التقليدي الذي يتم في معاهد تدريب المعلمين.
1.  إن إرسال المعلمين للتدريب في معاهد المعلمين والجامعات يستوجب إبعادهم عن المدارس وإيجاد البديل لهم وهؤلاء بالطبع يكونون غير مدربين، أما في التدريب عن بعد فإن المعلم يبقى في مدرسته والبديل غير مطلوب لأنه يقوم بأعبائه كاملة.
2.  التدريب في معاهد المعلمين يستوجب تدريب معلمي تلك المعاهد والكليات بواسطة أساتذة دائمين في تلك المعاهد والكليات،أما التدريب عن بعد فإنه يعتمد على متعاونين في إعداد المواد الدراسية كأستذة الجامعات والكليات.كما يعتمد على المتخصصين في الإشراف على الدارسين وهذا يحقق دخلاً إضافياً وعملاً مفيداً لأساتذة الجامعات والمشرفين الذين يتم ترشيحهم من قدامى المعلمين ذوي الخبرة الطويلة.
3.  وقد وجد أن التعليم عن بعد أقل تكلفة من التعليم لكونه لا يعتمد على بنيات أساسية عالية التكلفة كالقاعات والمدارس والمباني الأخرى.ولا يعتمد على أساتذة ومعلمين على أساس التعيين الدائم، ولذلك فهناك دراسات عديدة توضح على أنه أقل تكلفة فقد وجد ليل  Lile في دراسة له عام 1966م إن تدريب المعلمين عن طريق التعليم عن بعد يكلف 341 دولار ومعاهد المعلمين 820 دولار للطالب الواحد، وفي دراسة أخرى وجد كاوندا عام 1972م إن التدريب عن بعد يكلف نصف تكلفة كليات المعلمين في زامبيا وفي دراسة حول المنحى متعدد الوسائط في السودان وجد أنه يكلف حوالي ربع تكلفة معاهد إعداد المعلمين7.
4.  تكلفة إعداد المعلمين باهظة جداً خاصة إذا أضيف لها السكن وإقامة الدارسين وإعداد المدربين،ومع ذلك فإن الخريج يحتاج إلى ثلاث سنوات أو أربع قبل أن يتخرج وهذا يستغرق زمناً طويلاً ولا يتناسب مع الحاجة العاجلة للمعلمين.
5.  وبالمقابل فالتدريب عن بعد لا يحتاج إلى مبان ويستعمل أقل عدد من الأساتذة الدائمين وإن عدداً كبيراً من الدارسين يمكن استيعابهم في البرامج التدريبية وهذا ويوفر وضعاً أكثر مرونة أضف إلى أن التدريب عن بعد يصل إلى المعلمين في المدن والأرياف أينما وجدوا.
6.  في حين أن التدريب من خلال التعليم عن بعد يصل المعلمين في أماكن وجودهم لأن التدريب التقليدي يستوجب نقل المعلمين من الأرياف إلى المدن حيث معاهد التدريب، وهنا يواجهون مشاكل الاستقرار في المدن وفي أغلب الأحيان لا يعود هؤلاء إلى مناطقهم.
    ففي دراسة تمت في عام 1980م في الاتحاد السوفيتي (سابقاً) وجد ان 38% من المعلمين لا يعودون إلى مواقع عملهم بعد اكتمال تدريبهم (8)
7.  في حالة وجود مواد تدريبية تبث من خلال أجهزة الأعلام الجماهيري الراديو والتلفزيون والتي يصل إرسالها إلى كل البلاد - فان ذلك يحقق فوائد لكل التعليم والمجتمع عامة. وقد ذكر كبواسا وكاوندا إن برامج تدريب المعلمين التي يستفيد منها حوالي 8000 معلم تنعكس فائدتها على أكثر من نصف مليون شخص في كينيا وقد قدر موسى ان 38% من أساتذة الجامعات البريطانية يستعملون مواد الجامعة المفتوحة في دراستهم(9).
8.  وأوضحت الدراسات التي وجهة نظر الدارسين من المعلمين إنهم يفضلون أن يتأهلوا دون مغادرة مناطقهم خاصة المتزوجين منهم, لان ذلك يعفيهم من تكلفة السكن, أو الصرف على أسرهم,  وتعدد جهات الصرف بالنسبة لهم وللأسر. كما وجدت ان التدريب عن بعد يحقق الحرية في الدارسة في تطوير عاداتهم الدراسية ويمكنهم من برمجة دراستهم في الوقت المتاح لذلك.
وأخيراً لوحظ ان البقاء في نفس مناطق العمل لا يحرم بعض المعلمين من أعمال كالزراعة وخلافة وهذه تسهم إسهاماً كبيراً في زيادة دخلهم واستقرارهم.
9.  ان المعلمين في المناطق الريفية البعيدة عن المدن لا يجدون المجال للرجوع للمكتبات أما في التدريب عن بعد والذي يوفر لهم كثيراً من المواد الدراسية والجاهزة التي تمدهم بما يحتاجون من مراجع ومواد دراسية تساعد في تدريبهم كما تساعدهم كذلك في تحضير الدرس للطلاب. وبالطبع فان معاهد المعلمين تحرمهم من ذلك, لأنها تسترجع منهم كل الكتب التي يستعملونها أثناء الفترة التدريبية.
أنماط الممارسة في تدريب المعلمين:
إن أشكال وأنواع التعليم عن بعد في تدريب المعلمين قد تعددت. كما إن الأهداف التي تخدمها قد تنوعت أيضاً مما نتج عنه ممارسات وتجارب عديدة نستعرضها في هذا الجانب فالأهداف التي يحققها التعليم عن بعد في تدريب المعلمين هي:-
1.  التأهيل الأكاديمي للمعلمين: تناولت بعض الممارسات تأهيل المعلمين غير المؤهلين أكاديمياً كما هو الحال في حالة تأهيل معلمي المدارس المتوسطة في كينيا إلى مستوى الثانوية ونفس الشيء في ملاوي منذ عام 1965م.
2.  عندما يكون المعلمين مؤهلين أكاديمياً يستعمل التعليم عن بعد للتأهيل الفني والتدريب على طرق التدريس . ونجد هذا النوع في العديد من الجامعات الاسترالية حيث تتيح للمعلمين التأهيل المهني من خلال كورسات تستخدم أساليب التعليم عن بعد, ومن التجارب المشهورة كذلك في هذا المجال جامعة الهند الغربية التي فتحت المجال لكورسات تاهيلية للمعلمين لعديد من جزر البحر الكاريبي. ولعل التعليم عن بعد هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق التدريب نسبة لتباين تلك الجزر وصغرها وعدم مقدرة العديد من المعاهد للوفاء بهذا الغرض(10).
3.  النوع الثالث هو الذي يجمع بين التأهيل الأكاديمي والفني, أي تحقيق التعليم الأكاديمي الأساس وإكساب المعلمين مهارات فن التدريس. كما هو الشأن في معاهد التأهيل التربوي في السودان وكذلك بتسوانا, حيث تم تدريب وتأهيل أكثر من 80% من المعلمين عن طريق التعليم عن بعد.
4.  النوع الرابع يشمل برامج تشتمل التأهيل الأكاديمي لمواد بعينها كالرياضيات الحديثة والعلوم, واللغات وخلافه. وقد أسهم هذا النوع من التأهيل الأكاديمي لمواد جديدة كالرياضيات الحديثة في مورشيص وتدريس العلوم في مدارس الأساس في شيلي(11).
الأساليب والوسائل التعليمية:-
ومن ناحية أخرى فقد تعددت كذلك الأساليب والوسائل التي استعملت في أنحاء مختلفة من العالم ويمكن القول إن هناك أربعاً من الممارسات هي:-
1.  برامج استعملت المادة المكتوبة فقط في التأهيل وهذه أشبه ما تكون بالتعليم بالمراسلة الذي استعمل منذ القرن الماضي. هذا النوع نجده  في بورما وداهومى وجزر الهند الغربية.
2.  نوع آخر اعتمد على المادة المكتوبة, ولكن اضيف اليها التسجيل الصوتي كما هو الحال في معهد التاهيل القومي في نيجيريا. والملاحظ ان كلا هذين النوعين يمتازين بقلة التكلفة, فالتسجيل الصوتي لا يكلف كالوسائل التعليمية الأخرى.
3.  كما نجد برامج لتدريب المعلمين استعملت البث الإذاعي (راديو والتلفزيون) مع المادة المكتوبة وقد اشتهرت بذلك جامعة الراديو والتلفزيون في الصين.
4.  ممارسات استعملت المادة المكتوبة وخليط من الوسائل التعليمية مع اللقاءات العلمية والتي تتم من وقت لآخر وهذا النوع انتشر على نطاق واسع في جامبيا في افريقيا وكذلك في برامج تدريب المعلمين في شيلي بأمريكا الجنوبية.
لعل هذا النوع الرابع هو أكثر الاساليب استعمالاً, وهو الذي تتبعه في الآونة الاخيرة الجامعات المفتوحة التي انتشرت في مختلف بقاع العالم النامي والمتقدم, ولعل اشهر هذه الممارسات نجدها في الجامعة البريطانية المفتوحة وجامعة العلامة اقبال في باكستان والجامعة المفتوحة في تايلاند، وهنا نجد المادة المكتوبة والوسائل الالكترونية من راديو وتلفزيون وفيديو وخلافه كل ذلك بجانب اللقاءات والتي يتم فيها حضور الدارسين لفصول نظامية من وقت لآخر هذا النوع نجده كذلك وبممارسات متنوعة في كل من كينيا، ساحل العاج ، بتسوانا، يوغندا ,نيجيريا، سيريلانكا, وسوازلاند.
تصور لتدريب المعلمين عن طريق التعليم عن بعد:
بعد أن بينا أنواع الممارسات في استعمال التعليم عن بعد في تدريب المعلمين نكرس بقية هذا البحث لمحاولة ضياغة تصور لتدريب المعلمين عن طريق التعليم عن بعد مستفيدين من كل التجارب السابقة مع مراعاة خصوصية الدول العربية والاسلامية وسنعالج ذلك من خلال اسلوبين:-
الاول من خلال عرض حالتين دراسيتين لممارسة التعليم عن بعد في تدريب المعلمين.
الثاني نعطي من خلاله اهم  مؤشرات هذا المقترح
أولاً:الحالات الدراسية:-
قبل ان نمضي في صياغة هذا المقترح يستحسن ان نشير الى حالتين دراسيتين للاستعانة بهما في صياغة هذا النموذج او المقترح.
في الحالة الاولى فهي تجربة التأهيل التربوي والذي تطور من النمط الذي استعمل بواسطة منظمة الانروا بفلسطين التي تهتم بتدريب المعلمين. الحالة الثانية هي تجربة الجامعات المفتوحة في العالم . كلتا التجربتين تتبنى اسلوب التعليم عن بعد في تدريب المعلمين.
التجربة الاولى: هي تجربة التأهيل التربوي في السودان والتي نمثله في شكل (1)









 











 

                   



الشكل (1) : المنحنى التكاملي متعدد الوسائط في السودان.

هذا الأسلوب يستعمل المادة الدراسية كأداة رئيسية للتعليم فهي تحقق المعرفة الأكاديمية، وتمد الدارس بالطريقة والفنون التطبيقية لطرق التدريس.وهناك السمنارات التي يناقش فيها الدارسون مجتمعين المادة العلمية وبذلك يتأكد فهم الدارسين لكل جوانبها.
أما التدريب العملي فيساعد في تعلم مهارات التدريس الفنية وهذا يتم في المدرسة التي يعمل فيها الدارس. والكورسات الفصلية التي يجتمع فيها الطلاب تمكن من دراسة المواد التي تحتاج إلى حضور من جانب المتدربين نلاحظ إن كلاً من الوسائط يخدم غرضاً معيناً , ولكنها تتكامل لتحقق غايات التدريب الاكاديمي والفني.
اما التجربة الثانية:
فهي حالة الجامعات المفتوحة حيث يكون تدريب المعلمين احد أهدافها والتي تشمل كذلك شهادات جامعية وشهادات فوق الجامعة وكورسات فنية متنوعة.
أسلوب تدريب المعلمين يمكن توضيحه في الشكل (2) أدناه (13) .

الشكل (2) :أسلوب تدريب المعلمين في الجامعات المفتوحة.


 













تحتل المادة المكتوبة كذلك الأساس, ولكنها تدعم بكتب ومواد إضافية ترسل من وقت لآخر للدارسين، كما تدعم باستقبال للبث الإذاعي والتلفزيوني. وكذلك تكنولوجيا متطورة بالحاسوب والانترنت والمؤتمرات الإذاعية والتلفزيونية وغيرها من المبتكرات الحديثة والتي تكون متاحة لكل من يستطيع أن يوظفها حسب الامكانات المتاحة.
ويطلب من الدارس اداء تعيينات وواجبات معينة تصحح بواسطة المشرف وتعاد للطالب بالتعليقات المناسبة. كما تتم لقاءات علمية في أوقات متباعدة لمعالجة بعض المسائل الدراسية الشائكة.هذه الواجبات والتعيينات تدخل في تقويم الدارس وذلك بجانب امتحان نهاية العام.
كما يجب ان نشير الى ان التطور التكنولوجي الهائل في السنوات الأخيرة قد افرز ممارسات جديدة ارتبطت بالحاسوب وتقنياته شملت الدراسة بأسلوب الـ On-line وأصبحت متاحة بالأسلوبين وقد وجدت تلك التحولات إقبالاً كثيراً لمرونتها كما حققت كثيراً من النجاحات في تحقيق تدريب فعال للمعلمين.(14)
ثانياً:اهم المؤشرات لتصور تدريب المعلمين عن طريق التعليم عن بعد:
  1.  يلاحظ ان التدريب من خلال التعليم عن بعد يحقق فوائد عديدة ويجعلنا نتجنب كثيراً من المشكلات. فهو على سبيل المثال لا يستوجب إقامة مبان, أو معاهد وداخليات وتأثيثها وتوفير المعامل والمكتبات والمعينات الأخرى, وتوفير الأساتذة المدربين لها. والتدريب يتم حيث يقيم المتدرب وهذا يحقق اقتصاداً في التكلفة ويجنب كثيراً من المشكلات, كما ان بقاء المتدربين في أماكنهم لا يسبب مشاكل انتقال وسكن ومعيشة وخلافه.
  2.  يمكن ان يستفاد من الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى كمراكز إدارية وتوفير بعض الخدمات التعليمية في مختلف أجزاء القطر المعني بما في ذلك عقد اللقاءات الجماعية والامتحانات.
  3.  لقد تباينت التجارب حول هدف التدريب ولعل التجارب العالمية أشارت إلى عدد من الممارسات، فمن الأسلم ان يجمع التدريب والتأهيل الأكاديمي والفني, لان ذلك يحقق أكثر من فائدة. كما يبدو محققاً لأكثر من هدف فعملية إعطاء المتدرب جرعة علمية أكاديمية وفي نفس الوقت تأهيله فنياً ليستطيع القيام بمهمة التدريس ونقل المعرفة للآخرين بكفاءة.
  4.  إن إدارة وتنظيم العملية التدريبية يجب أن تكون مركزية بحيث تتم عملية التخطيط في المركز وكذلك اتخاذ القرارات الخاصة حول المناهج وأساليب الدراسة وتقام مراكز فرعية في الأقاليم المختلفة.
  5.  أما فيما يختص بكتابة المناهج فيمكن الاستعانة بأساتذة الجامعات والمعاهد العليا في كتابة المادة الدراسية الرئيسية التي توضع فيما بعد في قالب الدراسة الذاتية بواسطة أخصائي تكنولوجيا التعليم.
  6.  أما الإشراف ومعاونة الدارسين, فيمكن أن يقوم به أساتذة الجامعات والمعاهد وقدامى المعلمين ممن لهم دراية بالمادة الدراسية وطريقة التدريس, وهم منتشرون في مختلف بقاع البلاد مع انتشار الجامعات والمؤسسات التعليمية.
  7.  وعليه فان كلتا العمليتين, إعداد المناهج والإشراف على الدارسين تتم بواسطة متعاونين وهذا بالطبع يقلل عدد العاملين بصفة دائمة في الرئاسة والمراكز الفرعية التي يتم إنشاؤها لتسهيل عملية التنظيم والإدارة, كما إن هذا الأسلوب يحقق مشاركة اكبر عدد من المختصين في مجال التعليم مما يوسع دائرة العملية التعليمية.
  8.  نؤكد على أهمية المادة الدراسية المكتوبة كوسيلة رئيسية لنقل المعرفة, وهذه المادة تكتب بأسلوب الدراسة الذاتية, وتقسم إلى أقسام حسب النظام المتبع في التعليم عن بعد كما لا بد من إرسال كتب ومواد إضافية للدارسين لتوسيع مداركهم وزيادة معرفتهم العلمية.
  9.  وهذه المادة الدراسية زيادة على المواد الإضافية يمكن أن تكون متاحة بحيث يستفيد منها المعلمون الآخرون في المدارس ان رغبوا في ذلك. كما يمكن للمؤسسة التعليمية ان تبيعها للمؤسسات  أو الأفراد من اجل تحقيق فوائد مادية تسهم في التمويل لعمليات التدريب.
10.  أن مسالة البث الإذاعي والتلفزيوني يمثل جانباً مهماً إذ أن هذه البرامج عندما تبث على الهواء تكون متاحة للجميع وكذلك يستفيد منها جمهور واسع غير الجمهور المحدد الذي وضعت من اجله وهذا يوسع مدى المستفيدين خاصة ان كانت مواد ذات فائدة عامة أو تشمل جوانب تربوية وهي كذلك تتيح مجالاً لكل المعلمين في البلاد بكل مستوياتهم للاستفادة منها.
11.  وكما نعلم فان البث المباشر قد لا يكون متاحاً دائماً وقد لا يتمكن المعلم التقاطه كذلك. ويستحسن ان تصحبه شرائط الكاسيت الصوتية, وشرائط الفيديو وهي بجانب كونها أكثر فعالية من البث المباشر من الناحية التعليمية – فهي كذلك مطلوبة وفعالة إذا أمكن توفيرها وأُحسن استعمالها بواسطة الدارسين. كل ذلك بجانب الوسائل التكنولوجية الحديثة.
12.  لابد كذلك من وجود لقاءات علمية في أوقات متباعدة, ومن فوائدها تحقيق الانتماء, ومعالجة بعض القضايا التعليمية التي لا تتاح من خلال الدراسة الذاتية . ولكن هذه اللقاءات يجب أن تكون محددة فاللقاءات الأسبوعية مثلاً والتي تتم في المنحى متعدد الوسائط في السودان تضع صعوبات عديدة على الدارسين  وقيد حرية الدارس , وتكاد تتشابه مع التدريب التقليدي, وقد أدى ذلك في التأهيل التربوي الى زيادة الحاجة الى المباني, ومزيد من المدربين مما يتعارض مع المضامين الأساسية للتعليم عن بعد هذا ويمكن تعويض العملية باستعمال مزيد من التسجيل الصوتي , وشرائط الفيديو, وعمل التعيينات بواسطة الدارسين وبالتالي يمكن اختصار اللقاءات العلمية على العطلات الفصلية التي تستمر مثلاً لمد أو أسبوعين  بحيث تحقق الأهداف المرجوة منها ولا تتعارض مع التزامات الدارسين الأخرى .
13.    أما التدريب العملي فيتم في نفس المدرسة التي يعمل فيها المتدرب وذلك بإشراف الموجهين والمختصين من ذوي الخبرة.
14.  أما عملية تقويم الدارسين فيجب أن تكون عملية مستمرة وهي بهذا الشكل تخدم أغراضاً عديدة فهي تضمن استمرارية الدارس وتحفزه وتتابع تقدمه والتقويم يتم من خلال عمل التعيينات والواجبات وربما البحوث التي تطلب من الدارس من وقت لآخر ومن ثم يرسلها للمشرف لتصحيحها والتعليق عليها, وهي تأخذ درجات تحسب فيما بعد في التقويم النهائي للدارس, ويشمل كذلك أداءه في الجانب العملي.كما انه لا بد من وجود امتحان شامل في نهاية الدراسة يعقد في مراكز مشتركة ويشكل كذلك الجزء الثاني من عملية تقويم الدارس.
كما انه لابد من محاولة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة متمثلة في الحاسوب وتقنياته في تطوير أساليب تدريب المعلمين.
نخلص إلى أن التعليم عن بعد يمكن أن يسهم إسهاماً كبيراً في تدريب المعلمين على نطاق واسع وبتكلفة اقل وبمرونة تتناسب مع ظروف المعلمين المنتشرين في ربوع البلاد كما إن التدريب يمكن أن يشمل كل الكوادر التعليمية الأخرى كالموجهين والمشرفين والمختصين والإداريين.





















الهوامش والمراجع:

1.     www.aljazeera.net  2001/2/2-24ihtm
Crossly.m.Smith.PJBray M1985
2.     INSET: prospects J practice in developing countries . journal of Education for teaching  vol11 2pp 120-132
3.     Brophy .M an Dufly.B1982 patterns of distance teaching in teacher education.
Jowrnal of education for teaching vole 8N2 pp.156-162
4.     World Bank 1986 financing Education in developing countries. World Bank Publications.4
5.     Faure .E et of 1974 learning to be
The world of education to day J to – morrow Unesco paris.5
6.   مختار عثمان الصديق (يناير 1992) التعليم المفتوح – مجلة العلوم – المجلد الثاني العدد الاول ص 5-11 المركز القومي للبحوث –الخرطوم.
7.   مختار عثمان الصديق (يناير 2002م) تدريب المعلمين عن طريق التعليم المفتوح.مجلة دراسات تربوية- العدد الخامس – السنة الثالثة –ص 108-127.
8.     perraton .H.D1982 alternative routes for formal education 8 for school equivalency. London john hobkins university press
9.     young.m et al 1980 distance teaching for the third world LONDON.9 rountledge J keegan page .
10.                        Keegan p.1982 alternative routes for formal education LONDON.10 croom helm .
11.                        brolly .D et al opcit.11

12.  مختار عثمان الصديق: مرجع سابق.
13.                        elsiddig .M.O Allama Iqbal open university .13 A. model for developing countries educational media international EMI Vol 30 no4 december 1993 pp222-242 .
14.                        cheng , land Myles J Managing,2003, the change from on-sit to online , open learning vol 18 No,p29-38.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق