الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

مناهج البحث العلمي



المقدمة:


نجد أن مناهج البحث متعددة ومتنوعة بتعدد الظواهر السلوكية وتنوعها، ويوجد منها:تجريبي، شبه تجريبي، تاريخي، وصفى، الدراسات المقارنة. كل مشكلة لها منهجية بحث مختلفة، ولكل ظاهرة طريقه تتناسب معها وصفيا.
معنى وصفى: سرد ومشاهدة الشيء بكل ما فيها. أو: سرد الشيء وما حواها دون تدخل الوصف فيها.
المنهج الوصفي: هو الطرق والوسائل التي يتبعها الباحث لسد الحقائق المتعلقة ببحث.
والمنهج التاريخي: هو رصد تطور الأحداث عبر فترات زمنية في الزمن الماضي
والمنهج الوصفي: أكثر أنواع المناهج انتشارا واستخداما ،وهو أوسع أنواع البحوث التربوية في مجال التربية ويعتمد اعتمادا كبيراً في البحوث الكشفية والوصفية والتحليلية كما يقوم على دراسة الظواهر كما هي في الواقع والتعبير عنها بشكل كمي وكيفي.,ما يهتم أيضا بتحديد الظروف والعلاقات التي توجد بين الوقائع وتحديد الممارسات الشائعة والسائدة والتعرف إلى المعتقدات والاتجاهات عند الأفراد والجماعات وطرائقها في النمو والتطور.
















المنهج التجريبي:
 



يعتبر المذهب التجريبي من أفضل المذاهب البحث العلمي لان هذا المذهب يعتمد بالأساس على التجربة العلمية القائمة على قواعد المنهج العلمي، مما يتيح فرصة عملية لاختبار الاستنتاجات للتأكد من تطابقها مع الحقائق الموضوعية الأمر الذي يقدم أسس لوضع القوانين عن طريق هذه التجارب. والتعلم بالتجربة قديم قدم الإنسان الأمر الذي أعطاه الفرصة للوصول إلى مراحل متقدمة، ولكن تحول التجربة والملاحظة إلى منهج علمي جرى في نهاية العصور الوسطى.
إذن يمكننا القول إن أكثر مناهج البحث أهمية بالنسبة للإنسان هو المذهب التجريبي لان هذا المذهب ساعده على التطور وبناء حضارته عن طريق الملاحظة والتجريب والوصول إلى النتائج الصحيحة ومعرفة الطرق السلمية للتعامل مع الظواهر وتفسيرها.
ومما لاشك فيه
أن هذا المذهب في البحث العلمي مر بمراحل عديدة من التطور شأنه شأن الحضارة الإنسانية فبينما كان الإنسان الأول يقوم باستخدام هذا المذهب دون أن يشعر أصبح هذا المذهب الآن مكتمل الصور ويتم استخدامه بطريقة تعتمد في الأساس على القواعد العلمية. وتتضح قيمة المذهب التجريبي في العلوم البحتة والتطبيقية.
تاريخ المنهج التجريبي:



منذ ظهور الإنسان تميز بسعيه لمعرفة الطبيعة التي وجد نفسه فيها، وأصبح من السمات الإنسانية التجريب واختبار المواد لمعرفة الصالح والمناسب له ولو أخذنا مثالاً على ذلك أن الإنسان المبكر استخدم حجر الصوان لقدح الشرر وتوليد النار منه ولابد أن الوصول لهذه النتيجة سبقتها خبرات متراكمة من ملاحظات على أنواع من الأحجار أدت إلى استنتاج وجود الخاصية في حجر الصوان دون باقي أنواع الحجر. لقد استخدم الملاحظة والخبرة المتراكمة للاستنتاج من مرحلة مبكرة في تاريخ الإنسانية. ويسمى أيضا مذهب الملاحظة الخارجية والتجربة. و من مراحل المذهب التجريبي.......
1.اليونانيين والمنهج التجريبي:
لاشك أن ظهور المنهج التجريبي وتثبيت أركانه كان عسيرا، إذ استمر يحاول الظهور منذ عهد سقراط بل ومن قبله، إذ أن فلسفة اليونان كثيرا ما كانت تشمل أجزاءً نعدها اليوم منتمية إلى مجال العلم التجريبي كالنظريات الخاصة بأصل الكون أو بطبيعة المادة ومن هذا القبيل كان مذاهب التجريبيين اليونانيين التي نجدها في الفترة السابقة لسقراط وكذلك في الفترة المتأخرة للفلسفة اليونانية.
ولقد كان أبرز هؤلاء الفلاسفة هو ديمقريطس (
Democritus) وهو معاصر لـ سقراط، يعد أول من طرأت على ذهنه الفكرة القائلة، إن الطبيعة تتألف من ذرات، ومن هنا أصبح يحتل مكانةً في تاريخ العلم فضلًا عن تاريخ الفلسفة ويمكن أن يعد ديمقراطيس من بين الفلاسفة اليونانيين الذين كانوا يعتقدون أن المعرفة لا بد أن تكون يقينية أو مجربه على نحو مطلق.
وقد أدرك كارنيدس (
Carneddes) في القرن التاسع قبل الميلاد أن الاستنباط لا يمكنه تقديم مثل هذه المعرفة، لأنه لا يقتصر على استخلاص نتائج من مقدمات معطاة ولا يستطيع إثبات صحة المقدمات كما أدرك أنه لا ضرورة للمعرفة المطلقة، من أجل توجيه الإنسان في حياته اليومية. والواقع أن كارنيدس بدفاعه عن الرأي الشائع وعن الاحتمال قد أرسى دعائم الموقف التجريبي في بيئة عقلية وكان اليقين الرياضي يعد فيها الصورة الوحيدة المقبولة للمعرفة. وقد استمر الاتجاه إلى التجربة عن طريق الشك في المعلومات العقلية المجردة في القرون التالية. وكلما قامت حضارة ارتفعت أسهم الحركة التجريبية ولكن ظل الاتجاه العام في الفكر هو الاتجاه العقلي.
2. المسلمين والمنهج التجريبي:
عندما انبثقت الحضارة الإسلامية وجاءت معها بروح علمية جديدة واستخدم العلم كأداة لتطوير الحياة نشطت الحركة التجريبية وظهر في علماء المسلمين كثيرون ممن اعتمدوا التجربة منهجاً أساسياً في المعرفة وأبرزهم كان جابر بن حيان في القرن الثاني للهجرة. كذلك كان الحسن بن الهيثم اشتهر في الغرب بمؤلفاته في حقل البصريات إلا أن فترة اضمحلال الحضارة الإسلامية رافقه ضعف في حركة التجربة وانعطاف جدي إلى المناهج العقلية. وفي الغرب شهدت الفترة هذه جموداً حضارياً إنعكس بالطبع على المدرسة التجريبية حيث كانت الفلسفة في القرون الوسطى (اسم يطلق على هذه الفترة بالذات) من اختصاص رجال اللاهوت الذين حصروا أنفسهم على المنهج المدرسي وأضفوا عليه طابعاً دينياً وأبعدوا المنهج التجريبي بالطبع عن واقع الحياة.
3. الغرب والمنهج التجريبي:
في وسط الظلمات المحيطة بالعصور الوسطى ظهر بصيص نور في وسط ظلام الجهل الدامس متمثلاً في فلاسفة من أمثال: روجر بيكون
Bacon Roger (1213-1294م) الذي كان شديد الاهتمام بالمنهج التجريبي وله تأملاته في خطواته ومبادئه المنطقية وكان روجر بيكون على معرفة كاملة بكثير من المجالات المتنوعة ابتداء من معرفته بالبارود وتركيبته الكيميائية حتى تصوره وعلى نحو سابق لعصره بالغواصات والسفن التي تسير بالمحركات الآلية حيث كان من الذين نقلوا روح التجربة العلمية من بلاد المسلمين إلى الغرب. وبظهور العلم الحديث في حوالي عام 1600 بدأ المذهب التجريبي يتخذ شكل نظرية فلسفية إيجابية قائمة على أسس متينة يمكن أن تدخل في منافسة ناجحة مع المذهب العقلي. كما في مذاهب فرانسيس بيكون (1561 -1626) م وهو فيلسوف إنجليزي أول من حاول إقامة منهج علمي جديد يرتكز إلى الفهم المادي للطبيعة وظواهرها, وهو مؤسس المادية الجديدة والعلم التجريبي وواضع أسس الاستقراء العلمي، فالغرض من التعلم عنده هو زيادة سيطرة الإنسان على الطبيعة وهذا لا يمكن تحقيقه إلاَ عن طريق التعليم الذي يكشف العلل الخفية للأشياء. دعا أيضا إلى النزعة الشكية فيما يتعلق بكل علم سابق بحيث يجب أن تكون هذه النزعة الخطوة الأولى نحو الإصلاح وتطهير العقل من المفاهيم المسبقة والأوهام التي تهدد العقل بشكل مستمر
و جون لوك (1632 -1704)م وآخرين من الذين أسهموا في بناء المنهج التجريبي الحديث. ان ذلك كان جانبا واحدا فقط من جوانب المنهج التجريبي. وهو الجانب النظري منه فقط، وهناك جانب آخر للمنهج التجريبي هو الجانب العملي منه وهو ذلك الجانب الذي يعتمد على صنع ظاهرة من ظواهر الحياة ثم ملاحظتها ودراسة أسبابها وميزاتها وطرق التحكم فيها. ويفترق هذا الجانب عن ذاك في أمرين:
أ.  إن صنع الظاهرة يخضع لشروط الباحث نفسه ويستطيع بذلك إبعاد كافة الملابسات التي قد تشوش الرؤية وتعوق دون فهم حقيقة الظاهرة والعوامل الأساسية المؤثرة في ظهورها بينما ملاحظة ظاهرة طبيعية لا تخضع لشروط الباحث وتتداخل فيها عوامل عديدة يصعب تمييز العامل الحاسم من بينها.
ب.  إن التجربة النظرية هي حصيلة العلوم النظرية التي لا تحتاج إلى جهد إضافي بينما التجربة العملية هي نوع من القيام بعمل تغيير في الحياة ويحتاج إلى جهد والى إيجاد شروط صعبة في الحياة ولذلك استطاع علماء اليونان اكتشاف أهمية المنهج التجريبي نظريا بينما لم يقدروا على إجراء أبسط التجارب العملية التي لو أنهم جربوها لكانوا اكتشفوا حقائق كثيرة.
خطوات المنهج التجريبي:
 



أولا:الملاحظة:
أول مراحل المنهج التجريبي هي الملاحظة لواقعة معينة, هذه الواقعة متكررة بنفس الاسلواب وبنفس الشكل بحيث تمثل ظاهرة وهذه الظاهرة ام إن تكون ايجابية أو سلبية.
وإذا كانت الظاهرة ايجابية:- فنقوم بدراسة هذه الظاهرة وملاحظتها ونقوم بإجراء التجارب حتى نعرف الأسباب التي تقف وراءها ومن ثم ندعم هذه الأسباب التي تقف وراءها حتى تستمر الظاهرة في الاتجاه الصحيح وتزدهر وتتطور وتنمو. أما إذا كانت الظاهرة سلبية:- فإننا ندرسها ونقيم التجارب عليها حتى يتسنى لنا معرفة أماكن القصور والضعف ومن ثم نعالج هذا القصور والضعف في هذه الظاهرة حتى نتمكن من تلفي الأضرار الناتجة عنها. ويعرف د.محمود قاسم الملاحظة بأنها ((المشاهدة الدقيقة لظاهرة مع الاستعانة بأساليب البحث والدراسة، التي تتلاءم مع طبيعة هذه الظاهرة))،


ويقسم الدكتور محمود قاسم التجارب إلى 3 أنواع:
1. التجربة المرتجلة:-
ويطلق هذا المصطلح على تدخل في ظروف الظواهر لا للتأكد من صدق فكرة علمية بل لمجرد رؤية ما يترتب على هذا التدخل من آثار ويلجأ الباحث إلى هذا النوع في المرحلة الأولى من مراحل المنهج التجريبي والتجربة هنا ملاحظة يثيرها الباحث لكي يعثر على أحد الفروض وهي نافعة للعلوم التي مازلت في مراحلها الأولى.
2. التجربة الحقيقية أو العلمية:-
ويطلق هذا الاسم على كل تدخل يلجأ إليه الباحث في المرحلة الأخيرة من المنهج الاستقرائي أي عندما يريد التحقق من صدق الفروض التي يضعها بناءً على ما توحي إليه الملاحظة أو التجربة.
3. التجربة غير المباشرة:-
وهي التجربة التي تمد بها الطبيعة دون تحكم من جانب الباحث وهي لا تقل أهمية عن التجارب التي يتحكم فيها الباحث نفسه.
ثانيا_الفـروض:
الفروض هي التوقعات والتخمينات للأسباب التي تكمن خلف الظاهرة والعوامل التي أدت إلى بروزها وظهورها بهذا الشكل، ويعتبر الفرض نظرية لم تثبت صحتها بعد أو هي نظرية رهن التحقيق أو هو التفسير المؤقت الذي يضعه الباحث للتكهن بالقانون أو القوانين التي تحكم سير الظاهرة. ولذلك تكون المرحلة التالية بعد ملاحظة الظاهرة التي تنزع إلى التكرار هي تخمين الأسباب التي تؤدى إلى ظهور الظاهرة, وللفروض أهمية كبيرة للوصول إلى حقائق الأمور ومعرفة الأسباب الحقيقة لها ويحب التأكيد على أن كل تجربة لا تساعد على وضع أحد الفروض تعتبرا تجربة عقيمة، إذ انه لا يمكن أن يكون أي علم لو أن العالم اقتصر على ملاحظة الظواهر وجمع المعلومات عنها دون أن يحاول التوصل إلى أسبابها التي توضح الظاهرة
و من سمات الفروض العلمية:
1.  ينبغي أن تكون الفروض مستوحاة من الوقائع نفسها أي يحب أن تعتمد الفروض العلمية على الملاحظة والتجربة.
2.  ينبغي ألا يتعارض الفرض مع الحقائق التي قررها العلم بطريقة لا تقبل الشك.
3.  يجب أن يكون الفرض العلمي قابل للتحقيق التجريبي.
ثالثا_التجريب أو تحقيق الفروض:
تعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل البحث فالفرض ليس له قيمة علمية ما لم تثبت صحته موضوعا ويؤدي الفرض إلى إجراء التجارب والقيام بملاحظات جديدة للتأكد من صدقه والتأكد من صحته ولا يصح الفرض علمياً إلا بشرط أن يختبر بالرجوع إلى التجربة لإثبات صحته ويجب ملاحظة أن الفرض الذي لم يثبت صحته هو نتيجة مهمة جدا.
كيفية تحقيق الفروض
 1. لابد أن تكون هناك قواعد عامة يسترشد بها الباحث للتأكيد على صحة الفروض التي يختبرها
 2. ألا يختبر الباحث أكثر من فرض واحد (يفسر الظاهرة) في الوقت نفسه وألا ينتقل من فرض إلى آخر إلا إذا تأكد من خطأ الفرض الأول
3.  ألا يقنع الباحث باختيار الأدلة الموجبة التي تؤيد الفرض لان دليلاً واحداً يتنافى مع الفرض كفيل بنقضه ولو أيدته مئات الشواهد
 4.  ألا يتحيز الباحث لفروضه بل يكون على استعداد تام لان يستبعد جميع الفروض التي لا تؤيدها نتائج التجارب والملاحظات العلمية.
مميزات المنهج التجريبي:
 1.  يعتبر المنهج التجريبي بصفة عامة هو أكثر البحوث صلابة وصرامة
 2.  القدرة على دعم العلاقات السببية
 3.  التحكم في التأثيرات المتبادلة على المتغير التابع
عيوب المنهج التجريبي:
• التجارب اغلبها مصطنعة ولا تعكس مواقف الحياة الحقيقية.
المنهج الوصفي:
 



مفهوم البحث الوصفي:
هو الطرق والوسائل التي يتبعها الباحث لسد الحقائق المتعلقة ببحث حيث يريد الباحث أن يدرس ظاهرة ما فأول خطوة تكمن في جمع معلومات وافية ودقيقة عنها. الأسلوب الوصفي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما هي في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا سواء باستخدام الأسلوب الكيفي أو الكمي. التعبير الكيفي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها عن طريق...، أما الكمي فيصف الظاهرة من خلال أرقام وجداول، موضحاً فيها حجم الظاهرة وارتباطها بالظواهر الأخرى.
تاريخ استخدام المنهج:
بداية استخدام البحث كانت في نهاية القرن الثامن عشر حيث قامت دراسات لوصف حالة السجون الانجليزية ومقارنتها بالسجون الفرنسية والألمانية، كما نشطت هذه الدراسات في القرن التاسع عشر حيث ركزت على الدراسات الاجتماعية مثل التي قام بها فريدرك لوبلاي (1806-1882), بإجراء دراسات تصف الحالة الاقتصادية والاجتماعية للطبقة العاملة في فرنسا، مستخدما في ذلك أدوات بحث خاصة, في ذلك الوقت, كالاستبيان والمقابلات. تطور الهام للبحث الوصفي حدث في القرن العشرين بعد اكتشاف الحاسوب وما لها من قدرة وسرعة على تحليل وتحديد العلاقات بين كمية هائلة من البيانات والأرقام.
أهمية المنهج الوصفي:
تبرز أهمية الأسلوب الوصفي في دراسة بعض الحالات الإنسانية، مثل دراسة سلوك الأطفال اليتامى ،من خلال وصف الحالة النفسية لعينات منهم. يمكن استخدام الأسلوب الوصفي, أيضاً في مجالات أخرى مثل الظواهر الفلكية والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية المختلفة. لا يقتصر الأسلوب الوصفي على جمع المعلومات والبيانات عن ظاهرة معينة بل لا بد من تصنيف هذه المعلومات وتنظيمها، بهدف فهم واقع الظاهرة كما هو ومن ثم الوصول إلى استنتاجات وتعميمات لتطوير موضوع هذه الظاهرة. مثلاً لتخطيط بناء المدارس اللازمة في منطقة ما, دور الأسلوب الوصفي يكمن في جمع معلومات عن متوسط حجم الأسرة, في تلك المنطقة, وتحليلها للوصول إلى نسبة النمو السكاني وبالتالي الوصول إلى تحديد عدد تلك المدارس وحجم كل منها. ويمارس البحث الوصفي كثيراً في حياتنا اليومية، إن تعداد السكان وجمع المعلومات عن إعداد الطلاب الغائبين أو إعداد الموظفين الذين يتغيبون عن العمل، واتجاهات الطلاب نحو معلميهم كلها موضوعات تمثل بحوثاً وصفية في الحياة العملية أو اليومية، وكما سبق القول لا ينتهي البحث الوصفي بالحصول على هذه المعلومات بل لا بد من أن يتعدى ذلك للوصول إلى تفسيرات واستنتاجات وتعميمات.
خطوات الأسلوب:
الأسلوب الوصفي هو أحد أساليب المنهج الطريقة العلمية في البحث، مراحل هذه الطريقة تبدأ بتحديد المشكلة ثم فرض الفروض واختبار صحة الفروض وحتى الوصول إلى النتائج والتعميمات، ولكن طبيعة الدراسة الوصفية تتطلب المزيد من الخطوات التفصيلية التي يمكن عرضها فيما يلي:
1. تحديد مشكلة البحث وجمع المعلومات عنها.
2. صياغة مشكلة البحث على شكل سؤال أو أكثر.
3. وضع فرضية أو فرضيات كحلول مبدئية للمشكلة، توجه البحث نحو اختبار هذه الحلول.
4. اختبار العينة التي ستجرى عليها الدراسة مع توضيح لحجم العينة وأسلوب اختيارها. ويختار الباحث أدوات البحث التي سيستخدمها في الحصول على المعلومات كالاستبيان أو المقابلة أو الاختبار أو الملاحظة وذلك وفقا لطبيعة مشكلة البحث.
5. القيام بجمع المعلومات المطلوبة بطريقة دقيقة ومنظمة.
6. الوصول إلى النتائج وتفسيرها واستخلاص التعميمات.
بعض القضايا المتصلة بالبحث الوصفي:
يتناول هذا الجزء دراسة بعض القضايا المتعلقة بالبحث الوصفي فيما يتعلق بمصدر المعلومات وبطريقة التعبير عن نتائج البحث الوصفي.
 1. ما مصدر المعلومات ؟ المجتمع الأصلي أم عينة منه؟ إن مصدر المعلومات في البحث الوصفي هو الواقع نفسه, فحين يصف الباحث ظاهرة مثل أسباب الطلاق المبكر في الأردن, فحسب عدد المطلقين, الذين هم مصدر المعلومات, يقرر الباحث إذا ما دراسة عينة أو المطلقون ككل ؟ إذا تناولت الدراسة الوصفية ظاهرة في مجتمع ما, فان النتائج تكون صادقة فقط بالنسبة لمجتمع نفسه ولا يصلح ان تعميم على مجتمعات أخرى.
 2. كيفية التعبير عن النتائج ؟, الكمية والكيفية: النتائج, حسب طبيعة مشكلة البحث, يمكن أن تعرض بطريقة كيفية أو كمية أو كلاهما. فإذا استهدف الباحث دراسة مهام المهندسين أو الاطباء، فالنتائج تُعرض بشكل كيفي أو بعبارات لفظية تصف تلك المهام، مثلاً:
• تخطيط الموقع
• حساب الكميات
• الرسم..... الخ
أو يقوم الباحث بدراسة مشكلات طلاب المرحلة الثانوية فانه يعرض نتائجه على النحو التالي: يواجه طلاب المرحلة الثانوية المشكلات التالية حسب درجة شدتها:
• مشكلات أسرية
• مشكلات مدرسية
• مشكلات نفسية... الخ
إن مثل هذه النتائج تستخدم أوصاف لفظية مفيدة, ولكنها لا تعطي معنى ذات فهم واحد. ما هو الفرق مثلاً بين درجة
حده المشكلات الأسرية وتلك المدرسية. كما يمكن أن لا يتفق من يطلع على هذا النوع من النتائج المستخدمة في البحث الكيفي, مثلاً "المشكلات الأسرية حادة جدا"، قد تُفهم بأنها خطيرة أو غير قابلة للعلاج أنها ببعض التوجيه يمكن أن تخفف حدتها. ومع ذلك فالعرض بالأسلوب الكيفي مفيد لمنطلقات وإجراءات ودراسات وأبحاث أخرى متصلة بموضوع البحث وبنتائجه.



مستويات الدراسة الوصفية:
تتنوع الدراسة الوصفية من حيث مستوى تعمقها, من جمع المعلومات والإحصاء البسيط أو الوصف البسيط للظاهرة إلى تنظيم العلاقات بين هذه المعلومات ودراسة
تأثير عامل معين أو أكثر على النتائج. فالباحث حين يجمع معلومات وبيانات عن ظاهرة ما مثل إحصاء أراء الآخرين اتجاه الحرب أو عدد المواليد الجدد فانه يقوم بأدنى مستويات من الدراسة الوصفية حيث الهدف الحصول على معلومات تفيدنا في التعرف على واقع معين.
وقد يخطط الباحث لإجراء دراسات مسحية متعمقة كان يدرس اثر انفصال الوالدين على صحة الأطفال النفسية أو اثر المستوى التعليمي للسكان على اتجاهاتهم الصحية, فالبحث هنا يتعمق بدراسة المستويات التعليمية المتفاوتة للسكان والاتجاهات المختلفة لكل منها. بعد جمع المعلومات تتم عملية التصنيف كما في المثل التالي :
• المواطنون الأميون : لا يؤمنون بمراجعة الأطباء ولا يثقون بالدواء.
• المواطنون ذوي التعليم البسيط : لا يؤمنون بمراجعة الأطباء ويبحثون عن أي دواء
• المواطنون ذوي التعليم الثانوي: يذهبون إلى الصيدلية إذا شعورا بالمرض
• المواطنون ذوي التعليم الجامعي : يرفضون تناول الدواء إلا إذا بوصفة طبية
بعد جمع وتصنيف المعلومات، الباحث يقارن بين المتغيرات للوصول إلى نتائج وتعميمات محتملة لمشكلة البحث. في
هذه الحالة الدراسية مراحل البحث يمكن ان تلخص كما يلي:
1. جمع المعلومات عن المستويات المختلفة واتجاهاتها وهذا أول مستوى للدراسة الوصفية
2. نظم المعلومات وصنفها وعرضها حسب المستوى التعليمي للمواطنين وهذا هو المستوى الثاني للدراسات الوصفية
3. تفسير المعلومات والمقارنة بين متغيرين هما المستوى التعليمي والاتجاهات الصحية.
أنماط الدراسات الوصفية:
الدراسات الوصفية تتخذ أنماطا وإشكالا متعددة وليس هناك اتفاق بين الباحثين على تصنيف معين لهذه الدراسات ولكن فان د.الين يحدد الأنماط التالية للدراسة الوصفية :
1. الدراسة المسحية
: وتشمل المسح المدرسي، والمسح الاجتماعي ودراسة الرأي العام وتحليل العمل وتحليل المضمون .
2. دراسة العلاقات المتبادلة
: وتشمل دراسة الحالة والدراسات العليا والدراسات الارتباطية.
3. الدراسات التتبعية : وتشمل دراسات النمو بأسلوبها الطولي والمستعرض ودراسة الاتجاهات التتبعية
.

الدراسة المسحية:
الدراسات المسحية هي أسلوب في البحث يتم من خلالها جمع المعلومات عن ظاهره ما بقصد التعرف عن الوضع الحالي وعن جوانب القوة والضعف له، بهدف الوصول إلى استنتاجات عن صلاحية هذا الوضع أو عن حاجته لتغيرات جزئيه أو جذرية. ويختلف أسلوب الدراسات المسحية عن أسلوب الدراسات الأخرى, بما يلي :
• المسح تتعلق بالوضع الراهن أو الواقع الحالي بينما الدراسة التاريخية تعالج أوضاعا حدثت في الماضي.
• المسح يتم في ظروف طبيعية, بينما الدراسات التجريبية في ظروف صناعية كالمختبر. ويختلف أيضاً, هدف المسح فهو يدرس الواقع كما هو, بينما هدف التجريبي التعرف على الأسباب المباشرة أو العوامل المؤثرة التي أدت إلى هذا الواقع.
• المسح أكثر شمولا وأوسع نطاقا بالنسبة لدراسة الحالة من جهة, واقل تعمقا منها من جهة أخرى.
• المسح يستخدم أدوات بحث علمية مختلفة للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة. مثل الاستبيان والمقابلة والملاحظة والاختبارات ولكن الأكثر شيوعا هي الاستبيان والمقابلة
.
أنواع الدراسات المسحية:
أ‌.       المسح المدرسي.
ب‌.  المسح الاجتماعي .
ج. دراسات الرأي العام.
 د
. تحليل العمل.
 
هـ. تحليل المحتوى.
مزالق أو سلبيات الدراسات المسحية:
وعلى الرغم من بساطة هذه الخطوات فإن الباحث العلمي يحسب حسابا دقيقا للمزالق التي قد يقع فيها وتؤثر على دقة الدراسة ومن هذه المزالق:
• أن تكون العينة غير ممثلة تماما للمجتمع الأصلي
• أن تكون العينة بعيدة الصلة عن الموضوع الذي يدرسه الباحث.
• أن تكون الأسئلة عامة وغير دقيقة.

ثانياً : دراسات العلاقات:
الدراسات المسحية تكتفي بجمع المعلومات والبيانات عن الظواهر التي تدرسها من أجل وصفها، كما تهتم بتفسير هذه المعلومات لفهم هذه الظواهر. أما دراسات العلاقات فلا تكتفي بعملية الوصف والتفسير بل تهتم بدراسة العلاقات بين الظواهر، والارتباطات الخارجية بينها وبين الظواهر الأخرى
.
أشكال دراسات العلاقات:
1. دراسة الحالة.
2. الدراسات العلية المقارنة.
3. الدراسات النمائية.
ثالثا - أسلوب الدراسات الارتباطية:
تهتم الدراسات الارتباطية بالكشف عن العلاقات بين متغيرين أو أكثر لمعرفة مدى الارتباط بين هذه المتغيرات والتعبير عنها بصورة رقمية. فإذا أراد باحث أن يعرف مدى الارتباط بين شرب القهوة وسهر الطلاب في فترة الامتحانات فإنه أمام الاحتمالات التالية: إذا كانت كل زيادة في شرب القهوة متبوعة في السهر فإن درجة الارتباط بينهما عالية وموجبة، وإذا كانت كل زيادة في شرب القهوة متبوعة بنقص في السهر فإن درجة الارتباط عالية وسالبة. وتتراوح درجة الارتباط بين +1، -1 مرورا بالصفر، فإذا كانت كل زيادة في ذكاء التلاميذ مصحوبة بزيادة في مستوى تحصيلهم الدراسي، فإن درجة الارتباط هنا تامة وموجبة +1. وإذا كانت كل زيادة في الذكاء مصحوبا بانخفاض في درجة التكيف فأن درجة الارتباط تامة وسالبة -1. أما إذا كانت كل زيادة في متغير ما يحتمل أن تكون مصحوبة بزيادة أو نقص في متغير آخر
.
تقويم الأسلوب الوصفي:
 



يقدم الأسلوب الوصفي في البحث كثيرا من الفوائد التي تفيد الإنسان في فهم مختلف الظواهر الاجتماعية والإنسانية وذلك عن طريق ما يلي:
1. تقديم حقائق ومعلومات وبيانات دقيقة عن واقع ظاهرة ما أو حدث ما أو شيء ما أو حالة ما.
2. يقدم توضيحا للعلاقات بين الظواهر المختلفة، كالعلاقة بين الأسباب والنتائج، والعلاقة بين الكل والجزء، بما يساعد الإنسان على فم هذه الظواهر.
3. تقدم تفسيرا وتحليلا للظواهر المختلفة بما يساعد الإنسان على فهم العوامل التي تؤثر فيه.
4. تساعد إلى حد ما في التنبؤ بمستقبل الظواهر المختلفة من خلال تقديم صورة عن معدل التغير السابق في ظاهرة ما بما يسمح للإنسان من التخطيط العام لعض جوانب المستقبل.
وتبدو أهمية الأسلوب الوصفي في إنه الأسلوب الأكثر استخداما والأكثر ملائمة في دراسة الظواهر الإنسانية والاجتماعية حيث يصعب إخضاع بعض الظواهر للتجريب والمختبر فتبقى الدراسات الوصفية هي الأسلوب الوحيد لدراسة ظواهر عديدة مثل دراسة آثار سوء التغذية عند الأطفال أو السلوك الانفعالي للأطفال في الأسرة المفككة وكثير من الظواهر الإنسانية والتربوية والاجتماعية المختلفة. ولكن هل يمكن اعتبار الأسلوب الوصفي أسلوبا علميا؟ يرى بعض الباحثين أن الدراسات الوصفية هي أعمال علمية وليست أبحاثا بمعنى الكلمة لأنها تقدم وصفا وتفسيرا لواقع ما معين ولكنها لا تتعمق للكشف عن الطريقة التي تؤثر بها العوامل المختلفة على ظاهرة ما أو الكشف عن مقدار تأثير كل عامل على هذه الظاهرة كما يحدث عادة في البحوث التجريبية. ويبالغ بعض الباحثين في التقليل من أهمية الدراسات الوصفية وذلك استنادا إلى الأسس التالية:
1. يخشى من اعتماد الباحث على معلومات خاطئة نتيجة لأخطاء مقصودة أو غير مقصودة في مصادر المعلومات سواء أكانت مصادر بشرية أو مادية كالسجلات والآثار والوثائق. على أن هذا النقد يمكن أن يتضاءل كثيرا إذا اهتم الباحث بفحص وثائقه فحصا دقيقا قبل أن يعتمدها.
2. توجد فرصة لتحيز الباحث في جمع البيانات وميله إلى مصادر معينة تزوده بما يريد ويرغب لا بما هو حقيق
ي، وذلك لأن الباحث يتعامل مع ظواهر اجتماعية وإنسانية غالبا ما يكون ظرفا فيها، وهذا النقد يتضاءل أيضا بوعي الباحث وموضوعيته.
3. أن جمع المعلومات في الدراسات الوصفية غالبا ما يتم عن طريق عدد من الأفراد الذين يساعدون الباحث في هذه العملية، وتتأثر عملية جمع المعلومات بتعدد الأشخاص الذين يجمعونها وبأساليبهم المختلفة في الحصول عليها مما يجعلها عرضة للنقد وعدم الدقة، وهذا النقد يتضاءل أيضا إذا استطاع الباحث أن يدرب مساعديه على طريقة جمع المعلومات ويقنن أساليبهم في البحث.
4. إن إثبات الفروض في الدراسات الوصفية عملية صعبة وذلك لأنها تتم عن طريق الملاحظة وجمع المعلومات المؤيدة والمعارضة للفروض دون أن تتاح الفرصة لاستخدام التجربة في إثبات هذه الفروض، فإثبات الفروض في الدراسات الوصفية عن طريق الملاحظة يقلل من قدرة الباحث على اتخاذ القرار، فالباحث قد لا يستطيع ملاحظة كل العوامل أو يغفل بعضها أو لا يستطيع التوصل على إثباتات كافية أو شواهد كافية مما يعيقه عن إثبات فروضه أو نفيها.
5. إن الدراسات الوصفية غالبا ما تناقش ظواهر محددة بزمان معين ومكان معين ومن الصعب تعميم نتائجها ذلك لأن هذه الظواهر تتغير من زمان إلى أخر ومن مكان إلى أخر.
6. إن قدرة الدراسات الوصفية على التنبؤ تبقى محدودة وذلك لصعوبة الظاهرة الاجتماعية وتعقدها وتعرضها لعوامل متعددة تؤثر على سرعة تطورها أو تغيرها.

الخاتمة:
 
نجد ان المنهج الوصفي والمنهج التجريبي مكملا لبعضهما البعض بالرغم من الاختلاف الواضح ولكل منهما سلبياته وايجابياته وأيضا لكل منهما أنواعه وطرق استخدامه لذلك نجد أن الطالب يستخدم البحث الذي يناسب الموضوع الذي اختار أن يكتب فيه بحثه وعلى هذين المنهجين مراعاة الفروق الفردية للطلاب بجميع مستوياتهم و إن الاهتمام بمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ ليس معناه عدم وجود خصائص مشتركة بينهم في كل مرحلة من مراحل نموهم فالواقع أن هناك قدراً كبيراً من النواحي المشتركة بين الأطفال في كل مرحلة, وهو الذي يمكننا من وضع الخطط والمستويات العامة والتدريس إليهم كجماعات.
أصبح منهج البحث العلمي والتمرس على تقنياته علماً قائماً بذاته وقد كتبت في هذا الفن العشرات من الكتب والرسائل والأبحاث وأغلب الباحثين يظنون أن هذا العلم جاءنا من الغرب، والواقع أن أجدادنا العرب قد سبقوا الغرب إلى انتهاج طرق علمية في البحث ولا سيما في فترة الازدهار العلمي والفكري وقد أصبح الهدف من تدريس هذه المادة لطلاب المراحل الجامعية ـ الإجازة (ليسانس)، والدراسات العليا ـ هو إعداد الطلاب إعداداً تربوياً علمياً يؤهلهم ليصبحوا أساتذة وباحثين منهجيين. وتوجيههم التوجيه الصحيح ليتفرغوا للبحوث والدراسات العلمية الأكاديمية لأن الهدف الأساسي للتعليم الجامعي ليس هو تخريج المدرسين أو المهنيين وحسب، وإنما هو تخريج باحثين أكاديميين يمتلكون الوسائل العلمية لإثراء المعرفة الإنسانية، بما يقدمونه من مشاركات جادة في مجالات تخصصهم، ويتحلون بالأخلاق السامية التي هي عدة الباحث في هذا الميدان مثل: الصبر، والمثابرة، والأمانة، والصدق، والإخلاص لطلب العلم وحده.












                                    






















أهم المصادر والمراجع:
 

(1) أحمد بدر. مناهج البحث في علم المعلومات والمكتبات. ــ الرياض: دار المريخ، 1998
(2) شعبان عبد العزيز خليفة. المحاورات في مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات. ــ القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1998
(3)  محمد فتحي  عبدالهادى. البحث ومناهجه في علم المكتبات والمعلومات. ـ القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2005






















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق