الفصل الأول
الإطار المنهجي للدراسة
د. عمر الشيخ هجو
1- المقدمة
هذا هو عصر المعلوماتية، وبناء مجتمع
المعلومات، حيث التشارك في المعارف أصبح ممكناً، وعلى نطاق واسع، خاصة من خلال
شبكة الإنترنت، التي تشكّل الوعاء الأكبر للمعارف. فإنّ الدول المتقدمة مازالت
تسيطرعلى المعرفة، نظراً لإتقانها أساليب توليد المعرفة. وفي عالم يزداد انفتاحاً،
خاصة فيما يتعلّق بالمعلومات، تستطيع البلدان النامية اقتناء المعرفة وتجديدها،
إذا أحسنت إدارة مواردها البشرية، ونمّت لديها الإمكانات للبحث عن المعلومة وتوليد
المعرفة المفيدة.
وتشكل اللغات الأداة الأهم في تداول
المعلومات، وتوليد المعارف، فهي التي تستخدم في التربية والتعليم، وهي التي تسمح
بالتفاعل مع المواطنين وتسمح بتوسيع نطاق المعارف فيما بينهم، وهي قابلة للتطوّر،
واستيعاب الجديد والمبتكر في العلوم والتقانة. لكن التسارع الذي نشهده في العالم
بسبب العولمة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحوّل نحو مجتمع المعرفة،
يستدعي تنشيط تطوير اللغات، وتسريع وتيرة البحث، والتطوير في تراكيبها، لمواكبة
المتغيرات، والحاجة إلى ابتكار المصطلحات.(1)
وقد أطلقت تسمية مجتمع المعلومات على
هذا المجتمع المتقدّم، الذي تقود فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الاستخدام
والإنتاج المتسارع، لخدمات ومنتجات جديدة، مبنيّة على المعرفة، والإبداع، تغطي
طيفاً واسعاً، من الأنشطة جميعها وخاصة التعليمية.
ومن جهة أخرى فإن استخدام اللغات على الإنترنت،
وهي الوعاء الأكبر للمعرفة المتوافرة اليوم، يتطلب أدوات معلوماتية أساسية، تعتمد
على حوسبة اللغات، وتحليلها بشكل عملي دقيق، وأهم هذه الأدوات هي محركات البحث
والمعاجم. ومايتوافر حالياً لايلبي الاحتياجات، و لا يرقى إلى مستوى الأدوات
المماثلة في لغات أخرى، وخاصة الانكليزية والفرنسية.(3) فنحن بحاجة إلى بحوث معمّقة، في كيفية تصميم،
وصناعة المعاجم لتوليد المصطلحات، وتوحيدها، إضافة إلى حوسبة اللغات.(4)
وفي جميع هذه الأعمال لابد للمنظّرين،
والباحثين، من أخذ احتياجات المستخدمين بعين الاعتبار، للوصول إلى نتائج عمليّة،
ومفيدة لعامة الناس، لأنهم هم الهدف في بناء مجتمع المعرفة المستقبلي، لذلك لابد
من وضع وعاء المعرفة الأكبر في متناولهم، ومن خلاله تزيد معرفتهم باللغات، ليؤدوا
دورهم في توليد المعرفة بلغتهم الأم، وتوسيع المحتوى الرقمي.
أما الخطر على اللغات فيأتي من تهميشها
تدريجياً (مع الزمن) و عدم الاهتمام بطرائق تعلمها. والحل هو ردم الفجوة الرقمية، بإتاحة الفرص
لتطوّر وانتشار اللغات، وهذا كما أشرنا يتطلب
جهوداً مكثّفة، ومبرمجة من قبل جهات عدّة، بعملية تنسيق، ومتابعة حثيثة
وإعادة نظر مستمرة في قضايا أربع هي: (تطوير التعليم والتعلّم، وبناء صناعة
المحتوى، وتمكين استخدام الشبكة العنكبوتية، والاعتماد على المشاركة المفتوحة
لتطوير ونشر اللغات).(5)
إذاً لاشك بأنّ التعليم أساس التقدّم في
المجتمعات الحديثة، لأنّ التعليم باللغات يشكّل الأساس الذي يبنى عليه اكتساب
المعارف على جميع المستويات: ففي الماضي كان التعليم يعتمد التلقين والحفظ، ثمّ
تطوّر تدريجياً ليتوجه نحو كيفية البحث عن المعلومة، واكتساب المعرفة الجديدة. وفي
عالمنا يجب إتاحة الفرصة لإعادة التعلّم أمام معلمي المدارس بالدرجة الأولى،
وتطوير المناهج، لتتوجه نحو الاكتساب الدائم للمعرفة وباللغات، حينئذ يمكن لهذه
اللغة أو تلك أن تنمو وتتطور، مع احتياجات العصر وبمشاركة الجميع، بما فيهم المعلم،
واختصاصي اللغات، والطالب. ولابد من إزالة العوائق أمام اكتساب المعرفة، والتشارك
في بناء المعارف، وتنميتها بشكل دائم ومستمر.(7)
وعلاقة اللغة بعلم المعرفة، على أساس أن
ظاهرة التواصل اللغوي، تتوقف بصورة أساسية على الخلفية المعرفية المشتركة بين طرفي
الحدث اللغوي (المتكلم والمستمع)، وقد وفّرت تكنولوجيا المعلومات ـ ماكان يحلم به
بلومفيليد ـ وسائل عملية لهندسة المعرفة، وتمثيل المعارف اللازمة لتحقيق التواصل
اللغوي.(8)
اللغات ضرورية لجميع أنواع التعلم وقد
أجريت دراسات عديدة في موضوع تطوير الكفاية اللغوية بهدف التوصل إلى فهم أشمل
وتقييم أكثر ثباتاً لتعلم اللغات. إلا أن
تعقيد السلوك اللغوي وتنوعه أدى إلى تطور عدة نظريات حاولت تغير عملية
اكتساب اللغة، ومع ذلك فالعملية التي تتم بها اكتساب اللغات ما زالت غامضة.
فإن الهدف الاساسي لتعليم اللغات هو اكتساب
المتعلم القدرة على الاتصال اللغوي الواضح السليم، سواء كان هذا الاتصال شفوياً أو
كتابياً. وكل محاولة لتعلم اللغات يجب أن تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف. والاتصال
اللغوي لا يتعدى أن يكون بين متكلم ومستمع أو بين كاتب وقارئ. وعلى هذا فان للغة
فنوناً أربع : الاستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة. هذه النظرة إلى اللغات تقوم على أساس التكامل
بين فنونها بدلاً من التفتيت والتجزئ الحاصل نتيجة تدريسها كفروع في مواقف مصطنعة
لا يجمع شتاتها جامع.
و على صعيد آخر نجد التعليم
المفتوح و التعليم عن بعد الذي يعتبر من
أبرز الاتجاهات الحديثة في التعليم والتعلم، ذلك التعلم الذي يعتمد نجاحه على مدى
إحداث التفاعل بين الطالب والمدرس الاكاديمي، وبين الطالب والمقرر الدراسي
والوسائل التقنية وغير التقنية التي يستخدمها كأساس لتعلمه دون التواجد المتزامن
المباشر مع المعلم. وهو بهذا المعنى يقتضي وجود وسيط ما بين المتعلم ومصدر
المعرفة أو المدرس، مع إمكانية توفير اللقاءات المباشرة وجها لوجه مع المتخصصين في
المراكز الدراسية. و هكذا نجد أن مفهوم التعليم المفتوح والتعليم عن بعد دوما
ارتبط بالتطور في وسائل الاتصال، من التعلم بالمراسلة حيث تنقل المادة المطبوعة
عبر الخدمة البريدية إلى استخدام الراديو في التعليم، ثم تلا ذلك استخدام أجهزة
التسجيل فالتلفزيون ومن ثم الفيديو كوسائل للتعليم المفتوح. وفي سياق التغيير
والتطور التكنولوجي والانتقال للتعامل مع إليات السوق المفتوحة والمنافسة الشديدة،
لم تعد قضية التعليم هي قضية خدمات بل هي قضية قومية تتطلب عدم الاقتصار على
المواد المكتوبة وشروح المدرس بل تتطلب استخدام وسائل أخرى مثل الكمبيوتر وشبكات
التعليم والوسائط المتعددة. وقد بدأت العديد من الأنظمة التعليمية تطوير برامجها
التعليمية كي تتاح لجميع المتعلمين فرص التعليم المفتوح والتعلم عن بعد والتعلم
الالكتروني، عندما يكون المدرس والطالب منفصلين عن بعضهما البعض من حيث الزمان
والمكان، وتعمل كل وسائط التعليم المتاحة كالبيانات ولقطات الفيديو والرسومات
والمرئيات والسمعيات في تناغم تام مع أساليب الاتصال وجها لوجه كي تواجه الفجوة
التعليمية الناتجة عن هذا الانفصال.
لاشك في أن التعليم هو
أساس التنمية والتقدم ومن ثم فإن الإصلاح يبدأ بالتعليم ونشر العلم وكفالة الحرية
للبحث العلمي، ودعم العلماء مادياً وأدبياً بما يضمن لهم حياة كريمة توفر لهم
القدرة على مواصلة البحث العلمي. من
الضروري أن تكون فكرة التعليم المفتوح والتعليم عن بعد معروفة لدينا وبصورة واضحة،
حيث يرتبط مصطلح التعليم المفتوح و التعليم عن بعد في مفهوم واحد لدى معظم
المؤسسات التعليمية التي تنهج نظام التعليم المفتوح، وتستخدم التعليم عن بعد في أساليب
و طرق التعليم بها. ويُنظر إلى التعليم المفتوح و التعليم عن بعد لدى الدول
المتقدمة على أنه أداة فعالة للمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية
نتيجة التطور الهائل و السريع والمضطرد في مجال تقنية المعلومات والاتصالات الذي
أصبح وسيلة المجتمعات الفعالة لتحقيق التنمية البشرية المستدامة في ظل اقتصاد
عالمي يرتكز على المعرفة حيث أصبح من الممكن الوصول بسرعة و سهولة إلى مصادر
المعلومات عبر الشبكة الدولية فيما يتجاوز الحدود الجغرافية و الثقافية للمجتمعات
المختلفة بل و داخل المجتمع الواحد بمختلف شرائحه. ويتيح هذا النظام التعليمي
فرصة استكمال الدراسة لكل من حرمته ظروفه الاجتماعية أو العمرية من الاستمرار في
الدراسة بالجامعات التقليدية حيث يسمح للراغبين بغض النظر عن أعمارهم و مكان
إقامتهم و مدى تفرغهم للدراسة المنظمة فقط بشرط القدرة العقلية والعلمية و
المعرفية حيث لا يشترط التفرغ للدراسة و لمتابعة تحصيل المقررات الدراسية، ولا
الانتظام في الحضور اليومي للجامعة بذلك يتعهد نظام التعليم المفتوح بنقل العملية
التعليمية إلى الطالب في محل إقامته أو محل عمله بحيث يمكن للطلبة العاملين
التوفيق بين عملهم و تعلمهــم ويتيح لهم أن يكيفوا برنامجهم الدراسي مع أوضاعهم
العملية والمعيشية. ومن البدهي أن التعليم المفتوح أو التعليم عن بعد له ضوابطه
بدءاً من معايير النجاح في اختبارات القبول والتسجيل للدراسة في هذا النظام التعليمي
إلى ضوابط معايير متابعة المحاضرات الدراسية ثم ضوابط الاختبارات الدورية
والمرحلية التي تحددها مؤسسات وجامعات التعليم المفتوح أو التعليم عن بعد. وبشكل
أوضح ففي نظم التعليم التقليدية ينتقل الطالب إلى المؤسسة التعليمية للاستماع إلى
المحاضرات بصورة مباشرة و منتظمة ولا يتم ذلك في نظام التعليم المفتوح إلا في حدود
ضيقة تفرضها الظروف. وفي التعليم عن بعد يستطيع الطالب اختيار البرامج حسب قدرته
على التعلم و اهتماماته وظروف حياته وعمله دون أي شروط مسبقة تتصل بالفترة الزمنية
المسموح بها للانتهاء منها في فترة زمنية محدودة، أضف إلى ذلك أنها لا تراعي
التباين بين الطلبة من حيث القدرات و الاهتمامات فيما تستخدمه من وسائط التعلم
وطرائقه ومواعيده. كما تمتاز نظم التعليم عن بعد، بأنها توظف وسائط عديدة لنقل
الفرص التعليمية إلى مكان وجود المتعلم إضافة إلى توفير فرص الالتقاء المباشر
المتمثل في اللقاءات الفردية والجماعية و المحادثة الالكترونية والمؤتمرات
الالكترونية. وعن أبرز مميزات التعلىم المفتوح والتعليم عن بعد توفير خيار
التعلم مدي الحياة و قدرة المتعلم على متابعة الإنجاز الفردي والتحديث والتوزيع
السريع للمعلومات وتوافر التنويع والثراء المعرفي في المحتوي المقدم والاطلاع على
وجهات نظر متعددة ومراعاة الاهتمامات الفردية وتوافر الفاعلية المباشرة وميزة
التحكم للمتعلم و توفير شبكات لمجتمعات ذات اهتمامات واحدة. والتعليم عن بعد أو
التعليم المفتوح هو التحول من التعليم التقليدي( وجها لوجه) إلى التعليم
بمساعدة التقنية بمعني ميكنة جميع العمليات التعليمية( التدريس، التمرين،
الاختبارات، رصد الدرجات، متابعة التقدم، المناقشات، المراسلات،
والتفاعل). و يشمل هذا النظام التعليمي مجموعة من التطبيقات و العمليات (
التدريس بواسطة الحاسب، عبر الانترنت و الفصول الافتراضية) وهو مناسب للتعليم
الرسمي وغير الرسمي ما قبل الجامعي و الجامعي الحكومي والخاص في المدارس و
الشركات. وللتعليم عن بعد أو التعليم المفتوح نظام متكامل لإدارة العملية التعليمية
كليا أو جزئيا عبر الانترنت ويشمل إدارة المقررات وأدوات الاتصال المتزامن وغير
المتزامن وإدارة الاختبارات والواجبات والتسجيل في المقررات ومتابعة تعلم الطالب
من خلال إدارة النظام والتي تقوم بإنشاء المقــررات وتوزيع صلاحيات المعلم وعليه
وضع المحتوي والاختبارات وطرح المناقشات وبث المحاضرات والطالب منوط به قراءة
المحتويات و المشاركة في الأنشطـة ومشاهدة المحاضرات، والتسجيل في نظام التعليم
عن بعد و المفتوح من التقدم بنموذج للالتحاق يؤدي بعده اختبارا للقبول ثم يخطر
بالقبول بواسطة البريد الالكترونـي ويقوم بتسديد رسوم الدراسة عبر الموقع ثم يحصل
الطالب على جدول بالمقررات الدراسية للتسجيل فيها ويخصص هذا النظام رقما دراسيا
وكلمة مرور للطالب المقبول ويمكن للطالب غير المسجل الدخول كزائر فقط ويتم بعد
الانتهاء من الدراسة إصدار شهادة تخرج وتتوفر المقررات الدراسية في هذا النظــام
التعليمي من خلال المشـاهدة والاستماع والقراءة و الإجابة التفاعلية مع الـدروس
عبر جهـاز الحاسـب ويتم إضافة المحتوى والدروس و المقررات بطريقة سهلة لا تتطلب أي
معرفة بلغات البرمجة ويتم التعليق على أداء المتعلـم وإعلامه بمستواه ، كما يمكن
إنشاء المقرر من قبل المدرس أو ربط برنامج تعليمي جاهز بالنظــام و يمكن للطالب
وضع ملاحظاته على المحتوى. الاختبارات في التعليم عن بعد يتم بناء الاختبارات
لتقديمها إلى الطلاب عبر الحاسب من خلال اختيار عدة أنواع من الأسئلة( الاختيار
متعدد، الصواب و الخطأ، و كتابة الموضوعات) ويتم تخزين درجات الطالب في جداول
خاصة، كما يمكن إرسال الاختبار عبر البريد الالكتروني الخاص بالطالب ويتم تحديد
موعد إنزال الاختبار في موقع الطالب و موعد، ويستطيع المدرس إنشاء بنك لأسئلة
الاختبارات يتم إرسال النتيجة عبر البريد الالكتروني أو يطلع عليها الطالب في
موقعه. كما يقوم المعلم بإرسال الواجبات في شكل ملفات بهيئات متعددة و يقوم
الطالب بتحميل الإجابة على الموقع، يقدم النظام تقريرا بالواجبات المســــلمة
والطلاب شاملا التاريخ والوقت و يقوم المدرس بتقديم الواجب وإعطائه درجة، كما
يمكن تحديد موعد نهاية تسليم الواجب بحيث لا يسمح بتسليم الواجب بعده، و يقوم
المعلم بكتابة التعليقات على إجابات الطلاب وواجباتهم مع المدرسين بصورة غير
مباشرة لإثراء معلومات الطلاب و التعرف على اهتماماتهم وقدراتهم ويتم ربط المشاركة
برقم الطالب و أسمة الحقيقي كما يمكن وضع منتدى لكل مجموعة من الطلاب. ويعتبر
البريد الالكتروني وسيلة مهمة وفعالة في نظام التعليم عن بعـــد والمفتوح لإرسال
واستقبال الرسائل ووسيلة للمناقشة و تبادل الخبرات ومتابعة أخبار المقرر ولإرسال
الواجبات والتعليمات للطلاب. ويتم في هذا النظام التعليمي تخصيص ساعات مكتبيه
للرد الكترونيا على تساؤلات الطلاب إما من خلال المتابعة الالكترونية، حيث تعتبر
من أهم ضوابط نظام التعليم من بعد، حيث يتطلب تسجيل معلومات عن السلوك التعليمي
للطالب ومستوى تحصيله للدروس والصفحات والدروس، التي قام بزيارتها ثم وضع الطالب
عند المكان الذي وقف عنده في الزيارة السابقة وتقديم اختبارات التشخيص وتحديد المستوي
للطالب ويتم وضعة في المستوى المناسب معرفياً، وأيضاً عن عدد الدروس المنجزة ووقت
الانجاز مقارنة بمعايير محددة مسبقة ومعرفة عدد المقررات التي أنهاها الطالـب
ومعدله الفصلي والتراكمي و المقررات المتبقية للتخرج يتم إطلاع الطالب على درجاته
وواجباته من صفحته الخاصة ويقوم المعلم بوضع ملاحظاته على مستوي الطالب. وقد
اتسعت فعإليات أنظمة التعليم المفتوح والتعليم عن بعد حيث تخصصت جامعات في
ظل التقدم التكنولوجي لوسائل الاتصال في انتهاج هذا النظام من التعليم المفتوح إلى
جانب بعض الجامعات التي تمزج بين نظام التعليم المفتوح إلى جانب التعليم التقليدي
وقد أخذ هذا النوع من الجامعات في الانتشار في العديد من البلدان وتحاول بعض
الجامعات تطبيق نظامي التعليم المفتوح والتعليم التقليدي مع استخدام الوسائط
المتعددة. وهناك ضرورة في هذا المجال للاهتمام بأربعة محاور رئيسة تجعل من التعليم
منظومة متكاملة لتصل إلى الأهداف المرجوة، وهي:- المحتوى العلمي وطرق التدريس
والتقويم وتكنولوجيا المعلومات، ونؤكد هنا مدى أهمية تكنولوجيا المعلومات في
منظومة العملية التعليمية ومدى أهميتها في كافة أنماط التعلىم المفتوح، ويلزم هنا
التركيز على أنماط ثلاثة في هذا المجال هي : التعلم
باستخدام تكنولوجيا الاتصالات وباستخدام الحاسب وباستخدام شبكة الإنترنت. وفي هذا
النمط الثالث المتعلق باستخدام شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت" في التعلم هناك الكثير من الخدمات التي يمكن أن
يقدمها الإنترنت ومنها خدمة التعليم عن بعد، وتوفير متطلبات النجاح فيه. ونشير هنا
إلى أهم سمات التعليم المفتوح وأهميته من حيث قدرته على توفير فرص التعليم للفرد،
فالتعليم المفتوح يكفل فرص التعليم المستمر بين أفراد المجتمع من خلال وسائل عديدة
منها المطبوعات الورقية والبث عبر شبكات الإذاعة وشريط الكاسيت عن طريق الفاكس
والبث من خلال القنوات التعليمية بالتليفزيون وعن طريق الأقراص المرنة وبالبريد
الالكتروني وعن طريق الإنترنت والفيديو كونفرنس، إلى جانب تكنولوجيا الاجتماعات من
خلال الكمبيوتر. ويلزم الإشارة إلى ضرورة وجود ضوابط في مجال استخدام تكنولوجيا
المعلومات في نظام التعليم المفتوح لتوفير عوامل نجاح التعليم عن بعد من خلال
إعداد المنهج والطلاب وأعضاء هيئة التدريس والوسطاء والطاقم المدعم إلى جانب
الإدارة العليا. مما تقدم من سرد عن هذا العصر و
مكوناته و التعليم المفتوح و التعليم عن بعد و فلسفته يرى الباحث أهمية قصوى لهذا
البحث.
2-
مشكلة البحث
للغات مكانة
عظيمة ومنـزلة رفيعة، فهي وعاء
الثقافة، ورمز الهوية، وعنوان تقدم الأمة، وازدهارها حضارياً، وثقافياً، وفكرياً؛ من هنا
وجب الحفاظ عليها وحمايتها، والعمل على انتشارها؛ كما أنها تحقق
للفرد وظائف عدة: اجتماعية، ونفسية،
وتربوية، فهي وسيلته في التفاعل
والتعامل، والتوازن النفسي، والتكيف
الاجتماعي، كما أنها نافذته التي يطل منها
على الماضي بأصالته
والحاضر بتجديداته، وحيث ذلك فلابد أن
يسيطر عليها ويتمكن منها، ويمتلك مهاراتها
فالسيطرة على اللغات، والتمكن من مهاراتها
من أسس الاستعمال اللغوي الناجح.
من هنا وجب على القائمين على تعليم اللغات وتعلمها اللحاق بركب التقدم والتطور في ميدان تعلم اللغات وتعليمها، حيث شهد قفزات هائلة وواسعة في هذا السبيل بدأت بتفعيل مختبر اللغات، ثم التعلم الذاتي أو المبرمج، فالبرامج السمعية والبصرية المتكاملة، وانتهت إلى تقنيات تعليم اللغات عبر التعليم المفتوح و التعليم عن بعد.
من هنا وجب على القائمين على تعليم اللغات وتعلمها اللحاق بركب التقدم والتطور في ميدان تعلم اللغات وتعليمها، حيث شهد قفزات هائلة وواسعة في هذا السبيل بدأت بتفعيل مختبر اللغات، ثم التعلم الذاتي أو المبرمج، فالبرامج السمعية والبصرية المتكاملة، وانتهت إلى تقنيات تعليم اللغات عبر التعليم المفتوح و التعليم عن بعد.
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تُبذل في تعليم اللغات وتعلمها إلا
أن توظيف معطيات التقنية في تعليمها وتعلمها لم يتجاوز استخدام التقنيات
التعليمية والاتصالية بوصفها وسائل
مساعدة، أو معينة، ووقفت تلك المحاولات دون تصميم
البرمجيات التعليمية، والمقررات الإلكترونية ذات الوسائط المتعددة.
فالمتتبع لاستخدامات
الحاسوب يلحظ مدى العلاقة الوثيقة بين اللغات واستخدامات
الحاسوب، وليس أدل على ذلك من اهتمام
علماء اللغات بمحاولة تسخير
اللغات لخدمة هذه التقنية الحديثة، فهي
تمتاز بخصائص فريدة تساعد على برمجتها
آلياً، فالانتظام الصوتي في اللغات
والعلاقة الدقيقة بين
طريقة كتابتها ونطقها يدل على قابلية اللغات للمعالجة الآلية بشكل عام،
وتوليد الكلام وتمييزه آلياً بصورة خاصة.
وبالتأمل في أهمية التعليم
وواقعه نجد أن قوة الأمم وتقدمها لم تعد
تُقاس في هذا العصر بسعة الرقعة، أو بعدد
السكان، بقدر ما تُقاس بما يتوافر
لديها من علم وتقنية، وموارد بشرية مؤهلة. وإدراكاً لهذه الحقيقة نجد
أن دول العالم تولي جل
اهتمامها بالتعليم، وعظيم عنايتها
بالمتعلم بوصفهما الأمل المرتجى
للقضاء على الأمية والتخلف، وبالتالي
اللحاق بركب الحضارة والمدنية.
وبعد أن أنفقت تلك الدول
جزءاً كبيراً من موازناتها على التعليم اكتشفت أنه
لم يف بما أوكل إليه من مهام، ولم يحقق ما
عُلق عليه من طموحات وآمال؛ لذلك شرعت
في مراجعة أنظمتها التعليمية بجوانبها المتعددة. (المعلم، المتعلم،
المناهج الدراسية، طرق التدريس وأسإليب التقويم، والبيئة التعليمية ) وبما أن المتعلم هو
محور العملية التعليمية وركيزتها
الأساسية، فقد أولت معظم النظم التعليمية
في العالم اهتماماً
ملحوظاً بقضية تعلمه، وأجريت الدراسات
العلمية للبحث عن أفضل السبل وأنجح
الحلول لتنمية قدراته، وتنمية اتجاهاته
وميوله، والبحث عن أفضل الطرق
وأيسرها لجعله نشطاً في الموقف التعليمي
بدلاً من السلبية في التلقي، ومن هنا فقد
دعت تلك الدراسات إلى العناية بالمتعلم
من كافة الجوانب مهارياً بتنمية مهاراته،
وعلمياً بإكسابه
الأسس العلمية المتينة.
فإعداد المتعلم للعصر
الجديد أصبح يمثل أولوية
كبرى في كافة النظم التعليمية في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء؛ ذلك لأن
التطورات التي حدثت وتحدث تباعاً فرضت على المؤسسات التعليمية أدواراً
جديدة،
فلم يعد دور المتعلم تقليدياً متلقياً للمعرفة فحسب بل تعدى ذلك ليشمل
مجالات جديدة، فالمتعلم المستقبل أو متعلم القرن الحادي
والعشرين لابد أن يمتلك مهارات
الحوار والنقاش، والنقد، والتحليل،
والربط والاستنتاج، والبحث، ومن ثم فقد
تغير دوره من السلبية إلى النشاط المستمر،
ولابد من امتلاك المهارات التي تساعده
على مجاراة عصر العلم والتقنية. و نسبة لما للباحث من خبرة في مجال تعليم و تعلم
اللغات عبر التعليم التقليدي و التعليم المفتوح و التعليم عن بعد في آن واحد، مثلت
تلك القيم الفنية هما يتزايد يوما بعد يوم حتى يقف على تقنيات تعليم اللغات عبر
التعليم المفتوح و التعليم عن بعد بجامعة السودان المفتوحة موضوع الدراسة.
3-
أهداف
البحث
بناء
على ما سبق، فإن هذه الدراسة تهدف إلى:
·
الاسهام في تطوير تعليم اللغات تطويراً ينطلق مما جد في
مجال النظر إلى اللغات ومناهج تعليمها، وذلك باعتماد مقاربة وظيفة تواصلية بإيلاء
الأسبقية أثناء تعليم اللغة للوظيفة التواصلية على القواعد النحوية وأيضاً اعتماد
منهج بيئة التعلم بوضع المتعلم في محيط لغوي تعليمي يماثل- قدر الامكان – المحيط
اللغوي الطبيعي للغة المتعلمة.
·
كذلك
تهدف إلى الوقوف على الدور الذي تلعبه وسائل الاتصال في التعليم المفتوح والتعليم
عن بعد في تعليم اللغات وذلك من خلال التعرف على المنظومة التعليمية وطريقة العمل
بها وفق أسإليب التعليم المفتوح والتعليم عن بعد.
·
كما
تهدف أيضاً إلى الدراسة المتأنية إلى وضع جامعة السودان المفتوحة في تعليم اللغات
على ضوء التجارب العلمية الحديثة في مجال التعليم المفتوح والتعليم عن بعد.
4- أهمية البحث
تكمن أهمية هذا البحث في:
أنه يسهم في سد
حاجة مهمة
نظريا وعمليًا
في مجال
تقنيات تعليم اللغات عبر
التعليم المفتوح و التعليم عن بعد.
وكذلك أنه يحسم
قضية دارت
حولها مناظرات
وجدال عن مدى اعتماد جامعة السودان
المفتوحة تقنيات تعليم اللغات عبر التعليم المفتوح و التعليم عن بعد المتعارف عليها
عالميا.
أنه قد
يفيد في
تقديم برنامج
أو تصور يمكن أن
يستفيد منه
القائمون على
تخطيط مناهج
اللغات وتدريسها
وتقويمها و تعلمها بجامعة السودان المفتوحة و إعادة بناء
ما قد
تم تأسيسه
بناء على
معطيات علمية وتحديات
معاصرة.
ينظر لثقافة التعليم المفتوح و التعليم عن بعد و يؤطر إلى بناء مفاهيمي و
معرفي يسهم في جعل التعليم المفتوح و التعليم عن بعد مكونا أساسيا لمجتمع المعرفة
بالسودان.
ويكشف الدور الذي تلعبه جامعة السودان المفتوحة في عملية تطوير
المواد التعليمية و إعدادها بصورة تنسجم مع أهدافها و غاياتها من جهة، كما تنسجم
مع خصائص المتعلم وسماته وظروفه و مقارنتها مع نظم التعلم التقليدية التي تتبني
المواد التعليمية التقليدية التي تُقدم للطلبة عامة بغض النظر عن عوامل التباين
بينهم ولا توفر للطالب ما يعينه على التعلم الذاتي.
5- أسئلة البحث
1.
هل توظيف معطيات التقنية في
تعليم وتعلم اللغات يتجاوز استخدام التقنيات التعليمية
والاتصإلية بوصفها وسائل مساعدة، أو
معينة، إلى تصميم
البرمجيات التعليمية، والمقررات الإلكترونية ذات الوسائط المتعددة؟
2.
هل تراع تقنيات تعليم اللغات و تعلمها بجامعة السودان المفتوحة
الفروق الفردية من حيث الاستيعاب و الدافعية و الظروف المحيطة و النوع و العمر و
كذلك استرتيجيات التعلم و أنماط الدراسين التعلمية: السمعيين و البصريين و
الحركيين؟
3.
إلى أي مدى نجحت جامعة السودان المفتوحة في تقديم اللغات تقديما
تكامليا من حيث تآزر المهارات و المحتوى و السلوك الاتصالي و الانفعالي لدى
المتعلمين؟
4. هل ما هو مطروح من تقنيات و
أساليب يفي بحاجة الدارسين بجامعة السودان
المفتوحة في تعلم اللغات و اشباع حاجاتهم على
ضوء التجارب العلمية الحديثة في مجال التعليم المفتوح والتعليم عن بعد في تعليم
اللغات وتعلمها؟
6- فروض البحث
يسعى
الباحث من خلال هذه الدراسة للتحقق من الفرضيات التالية:
1.
المحاولات التقنية في تعليم اللغات
وتعلمها بجامعة السودان المفتوحة لم يتجاوز استخدام التقنيات التعليمية
والاتصإلية بوصفها وسائل مساعدة، أو
معينة، ووقفت تلك المحاولات دون
تصميم البرمجيات التعليمية، والمقررات
الإلكترونية ذات الوسائط المتعددة.
2.
إن تقنيات تعليم اللغات و تعلمها بجامعة السودان المفتوحة لم تراع
الفروق الفردية من حيث الاستيعاب و الدافعية و الظروف المحيطة و النوع و العمر و
كذلك استرتيجيات التعلم و أنماط الدراسين التعلمية: السمعيين و البصريين و
الحركيين.
3.
التقنيات المتبعة تعد تقليدية و لم تف بالغرض التعليمي في تقديم
اللغات تقديما تكامليا من حيث تآزر المهارات و المحتوى و السلوك الاتصالي و
الانفعالي لدى المتعلمين.
4. ما هو مطروح من تقنيات و
أساليب بجامعة السودان المفتوحة لم يف بحاجة الدارسين في تعلم اللغات و اشباع
حاجاتهم على ضوء التجارب العلمية الحديثة في
مجال التعليم المفتوح والتعليم عن بعد في تعليم اللغات وتعلمها.
7- مجتمع الدراسة و
عينتها
إن مجتمع الدراسة
يتمثل في العاملين بها الذين تربطهم
علاقة بتقنيات التعليم و المشرفين الأكاديميين في مجال اللغات ببرنامجي اللغات و
التربية بجامعة السودان المفتوحة.
أما عينة
الدراسة فتتمثل
في عدد مائة مائة مشرفا أكاديميا من جامعة السودان المفتوحة بمنطقة الخرطوم التعليمية
يختارهم الباحث
ليحتكم بهم احتكاماً
مباشراً أثناء تنفيذه
لدراسته. و
تتم عملية
اختيار العينة
أو تحديدها
وفق أسس
علمية وأساليب
خاصة تتناسب
مع موضوع الدراسة
وأهدافها.
8-
منهج البحث
يرى
الباحث أن المنهج الذي يناسب
دراسة هذه الحالة هو المنهج الوصفي، اذ ان المنهج الوصفي يقوم على
اساس تحديد خصائص
الظاهرة ووصف طبيعتها ونوعية العلاقة بين متغيراتها
واسبابها واتجاهاتها وما الى ذلك من
جوانب تدور حول سبر اغوار
مشكلة او ظاهرة معينة والتعرف على حقيقتها في ارض الواقع. ويعتبر بعض الباحثين ان المنهج الوصفي
يشمل كافة المناهج الاخرى باستثناء المنهجين التاريخي والتجريبي. لان عملية الوصف
والتحليل للظواهر تكاد تكون مسألة مشتركة وموجودة
في
كافة انواع البحوث
العلمية. ويعتمد المنهج الوصفي على تفسير الوضع
القائم ( اي ما هو كائن) وتحديد الظروف
والعلاقات الموجوده بين المتغيرات.
كما يتعدى المنهج الوصفي مجرد جمع بيانات وصفية حول الظاهرة الى التحليل والربط والتفسير لهذه
البيانات وتصنيفها وقياسها واستخلاص النتائج منها.
9- أدوات جمع بيانات الدراسة
للحصول على معلومات وبيانات الدراسة قام
الباحث بتصميم إستبانة كأداة لجمع المعلومات في هذه الدراسة. وزعت على عينة مختارة
من مجموعة حقل البحث.
10-
مصطلحات البحث
1. تقنيات التعليم
و التعلم
هي
طرق مختلفة ومواد وأجهزه وأدوات وتنظيمات تعليمية تستخدم في التعليم من اجل تطويره
ورفع كفايته ، وهي طريقة نظامية لكي نصل الى نتائج مخطط لها وهي عملية وليست ناتجا
وهي الجانب التطبيقي من التطور العلمي.
2. جامعة السودان المفتوحة
هي
جامعة حكومية سودانية تعمل في إطار السياسة العامة للدولة والبرامج التي يضعها
المجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي على تحصيل العلم وتدريسه كمؤسسة
تربوية تعليمية أكاديمية تعتمد نظام التعليم المفتوح. تم إنشاؤها في عام 2002م.
3. التعليم عن بعد و التعليم المفتوح
أنّ التعليمَ عن بعد و التعليم المفتوحَ في
مُجْمَلهِ مَزيجٌ يَجْمَعُ بينَ وَسَائطِ و أسَاليبِ التَعْليمِ و التَعَلُّمِ
بشَكْلٍ مُتَكَاملٍ، و يَعْمَلُ عَلَى تَوْظيفِ هذه الوَسائط لخدمةِ أهدافِ
التَعْليمِ و التَعَلُّمِ بشَكْلٍ فاعلٍ و مُؤثرٍ. (هجو:2004).
مجمع اللغات بدمشق/المؤتمر السنوي
الخامس/" اللغات في عصر المعلوماتية" 20-22/11/2006ص (1-2-7-14).
(3) إسكوا, اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب
آسيا, وتعزيز وتحسين المحتوى العربي في الشبكات الرقمية, الأمم المتحدة, نيسان
2003.
(4) د. على, نبيل- حجازي, نادية (الفجوة الرقمية –
رؤية عربية لمجتمع المعرفة – سلسلة عالم المعرفة – الكويت ع318- آب2005).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق