الأحد، 20 مايو 2012

التصميم التعليمي ودوره الفاعل في التعليم والتعلُّم الذاتي





التصميم التعليمي ودوره الفاعل في التعليم والتعلُّم الذاتي


التصميم: عنوان ينبئ عن العزم والإصرار على إتقان مهمة مطلوبة بشدة وإلحاح. و عندما يصمم المرء على فعل شيء إنما يدرك ويعي في البدء كل الوعي أبعاد ما يريد تحقيقه وأهميته، لذا يصمم على تنفيذه فيخطط ويدبر له التدبير الدقيق المحكم للوصول إليه., ويحاول بكل جهده أن يتفادى أدنى ثغرة مهما كانت ضئيلة قد تقدح في إحكامه وإتقانه الذي يتطلع إليه.
          ومن المعنى اللغوي المتقدم الذكر تتضح لنا معالم المعنى الاصطلاحي لهذا العلم الحديث الذي كانت ولادته في السنوات الأخيرة من القرن المنصرم، وكلمة "تصميم" إنما أُخذت في الحقيقة من العلوم الهندسية والفنون ولذا يمكن القول بأن علم التصميم التعليمي هندسة تعليمية تجمع بين العلم والفن، والمنطق والمهارة، في الفنون يشار إلى التصميم على أنه إنجاز يجمع بين القوة والتماسك والصلابة لا يؤدي وظيفته التي أنشأ من أجلها فحسب، بل ليُدخل الجمال والسرور على النفس. فهو عملٌ يجمع بين القوة والجمال، والتصميم أيضاً يشبه إلى حد كبير تصميم المشروع (Blue Print) في الهندسة المعمارية، وهو من أول العلوم في مجال تكنولوجيا التعليم ظهوراً بل يكاد يمثل جماع المباحث التي يبحث فيها هذا العلم بدءاً من البحث والنظر في ترتيب وصوغ الأهداف الدقيقة، ووضع الاستراتيجيات المحكمة والمناشط المختلفة من إعداد وتوظيف للوسائل ومراجعة العناصر المختلفة من خلال ألوان التقويم المتنوعة ذات المحطات والمراحل المناسبة، والأهداف القريبة والبعيدة من هذا التقويم بغية الحصول على تغذية راجعة مثمرة تفيد التطور المضطرد نحو أقصى الغايات في الإتقان. ويؤكد على أهمية وأولوية التصميم الكثير من العلماء في مجال تكنولوجيا التعليم حيث يذكر (ويلدمان Wild Man):
· " أن مجال تكنولوجيا التعليم يقوم على أربعة أسس هي تصميم التعليم، مدخل النظم، ونتائج البحث في مجال الاتصال، وكذلك مجال البحث في علم النفس" 1.
نقف قليلاً لتتساءل عن ماهية التصميم؟
           هل التصميم نظرية ذات فروض وتجارب ونتائج علمية؟
           هل التصميم مجموعة من التدابير المحكمة لتوظيف الوسائل والأساليب لإثراء فاعلية العملية
            التعليمة؟
           أم هو علم يجمع بين النظرية والتطبيق في مجال التعليم؟
ولكي نجيب على هذه الأسئلة نستعرض معاً بعض التعريفات التالية:
· التصميم التعليمي نظرية تطبيقية ونماذج توظف نظريات التعليم والتعلُّم – فهو امتداد طبيعي لها.
· "طرق منظمة لعملية تصميم وتنفيذ وتقويم للعملية التعليمية بكاملها في ضوء أهداف محددة تقوم أساساً على نتائج البحوث في مجال التعليم والتواصل الإنساني مستخدمة جميع الوسائل البشرية وغير البشرية للحصول على تعلَّم أكثر كفاية وفاعلية"2
          إذن التصميم التعليمي نهجٌ منظم يتبع أسلوب النظم القائم على النظرة الشاملة والفاحصة لكل عناصر الموقف أو المهمة وترتيبها في سياق عام بحيث تأتلف وتتوافق مع بعضها البعض دون تصادم وتفعّل بعضها البعض دون تصادم أو تناقض لإنجاز المهمة، والنظام عادة لابد أن يلتقي طرفاه كالحلقة أو العنصر الأخير بالعنصر الأول مؤثراً ومتأثراً فيعكس ترابطاً عضوياً يدور في مدار واحد لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف المهمة أو العملية التي يراد إنجازها.
·      "التصميم التعليمي هو التخطيط – عبارة عن خطة ذات أهداف ومحتوى ومناشط ووسائل وأساليب تعليمية محددة وتقويمية مضبوطة مرتبطة ارتباطاً أساسياً بأهداف مدروسة". 3
·      التصميم التعليمي خطة منظمة تسير على نمط منظم لتحقيق أهداف تعليمية محددة. 4
·      وفي تعريف ينطلق من أسلوب النظم بوضوح:(أنه سياق يتبع خطوات مترابطة ترابط تصاعدي – تنازلي بمعنى أن الخطوة الأخيرة تؤدي إلى الخطوة الأولى). 5
وبما أن مجال تكنولوجيا التعليم يسعى لحل المشكلات ترتيباً على الأسلوب العلمي موظفاً في ذلك كل الطاقات والعناصر البشرية وغير البشرية بغية الوصول إلى أفضل الحلول، ثم متابعة التطوير لهذه الحلول بهدف التجويد والإتقان إلى أقصى المستويات الممكنة، لذا يمكن القول بأن التصميم التعليمي الذي ينطلق من إطار ومجال تكنولوجيا التعليم إنما وظف في البداية لحل مشكلات التدريس في قاعات الدراسة، ولذا أطلق عليه في البداية "التصميم للتدريس" ونجد هذا العنوان مشاعاً في المراجع والكتب ذات العلاقة إلى يومنا هذا.
وهو في خلاصته علم يجمع بين النظرية والتطبيق في مجال التعليم، ويتيح التقويم الدقيق المثمر من خلال التنظيم الدقيق المرتكز على أهداف محددة بوضوح يسهل قياسها وتقويمها.
لقد لاحظ الكثير من علماء التربية مدى العشوائية في التدريس داخل القاعات والفصول، ومن ذلك أن لكل معلم قواعد وأصول ينطلق منها دون غيره، بل لكل معلم طريقته الخاصة به، كما وجد علماء التربية أن المخرجات غالباً ما تتناقض مع المدخلات والتوقعات المرجوة، ومن هذا الباب دخل التصميم التعليمي الصفوف الدراسية بهدف توفير نظام دقيق يتبع أهدافاً محكمة تكشف عن المتغيرات المطلوبة في سلوك الطلاب، وتتقدم العملية التعليمية – التعلُّمية ككل وفق استراتيجيات ومناشط محسوبة لتحقيق النتاج المتوقع، ولقد تخلص التصميم كثيراً من العشوائية والارتجالية وتجاوز كثيراً من المواقف والخطوات التي كانت تترك للمصادفة دون إعداد وتدابير منظمه تمكن من التحكم والسيطرة على المواقف التعليمية.
ومما تبع التصميم ولازمه إعداد النماذج والخرط الخاصة به لكي تقود المعلم قيادة سلسة محكمة فلا يحيد عن الهدف، ولا يؤول الأمر إلى اضطراب يُفضي إلى ضياعٍ للجهد والوقت، وبما أن جوهر تكنولوجيا التعليم بصفة عامة يتمثل في حل المشكلات في مجال التعليم ثم الترقي في تطوير هذا الحل - كما ذكرنا عدة مرات -، فقد طُوِّع التصميم ليخدم أنماط وأنظمة تعليمية أخرى خارج الصفوف ومن أهم هذه الأنظمة (التعليم عن بعد) و (التعليم المفتوح)، ومعالجة (صعوبات التعلُّم) وقد تمثل ذلك في تصميم الوحدات الصغيرة فيما أشتهر (بالحقائب التعليمية)، ثم ولج التصميم جميع البرامج والوسائط التعليمية حيث انكشفت فعاليته وأثره العميق في نجاعة التطبيق وتجويد الأداء والحصول على المخرجات المطلوبة، وعلى الرغم من تعدّد وتنوع المواقف والمراحل التي يوظف فيها التصميم، إلا أن جوهر ونهج وأسلوب التصميم لا يتغير كثيراً في كلٍ منها، ومع اتجاه الاستراتيجيات الجديدة إلى التعلُّم الذاتي في العالم أجمع أضحى تصميم المقررات والمناهج يسعى إلى تحقيق هذا النمط (أي التصميم بمعايير التعلم الذاتي)، وأبرز ما يكون ذلك في تصميم المواد التعليمية للجامعات المفتوحة التي يرتكز نظامها بصفة جوهرية على (التعلُّم الذاتي)، ولقد نجح هذا التصميم نجاحاً واضحاً كما أثبتت التجربة، وأصبح يُعتمد ويعوّل عليه بدرجة تكاد تكون كاملة في إيصال المادة التعليمية، وتُعد "المادة المطبوعة" في المقام الأول من سلسة الوسائط التعليمية التعلُّمية التي تعتمد عليها الجامعات المفتوحة في نشر المحتوى التعليمي، وتنفيذ البرامج التعليمية المختلفة، وذلك كأساس ومحور تدور عليه بقية الوسائط وتكمله وتتكامل معه. لذا اهتمت هذه الجامعات بجانب تصميم المادة التعليمية أيما اهتمام، وبذلت كل ما في وسعها للارتقاء به وتطويره من آن لآخر حتى يلبي حاجات وقدرات الدارسين ويحقق التقدم الكافي والمرغوب فيه نحو الأهداف المرصودة، ومن الملفت للنظر أن كثيراً من الدول اتخذت من تصميم الكتاب وفق معايير التصميم للتعليم عن بُعد حتى في المراحل العامة (الثانوية والإعدادية، والأساس) على الرغم من أن التعليم يكون في هذه المراحل تعليماً وجاهياً، إلا أن التصميم بمعايير التعلُّم الذاتي ثبت أنه جد نافع للدارس منذ مراحله الأولى يمكن أن نلخص ذلك في الآتي:
يربي في المتعلم الثقة في النفس.
يشجع على البحث والاستقصاء.
يقوي علاقاته بمصادر أخرى غير الكتاب، ويُبَّصره بمصادر التعلُّم الحديثة.
يتدرب الدارس من خلاله على حل المستعصيات والمشكلات بالاعتماد على نفسه.
يتمكن من الاستذكار بنفسه دون إجهاد لأسرته أو أطراف أخرى.
يرتقي بمهاراته المختلفة في التلخيص والتعليق والتوثيق وجمع المعلومات.
يجعل من التعلُّم والتعليم متعة وسياحة وليس واجباً ثقيلاً على النفس.
يوفر الوقت والجهد للمعلم والمتعلم من خلال وضوح الأهداف لكل منهما، والإعداد والتخطيط الجيد عبر خارطة واضحة المعالم لبلوغ وتحقيق هذه الأهداف.
جودة الاتصال والتواصل بين المادة التعليمية والمعلم والمتعلّم.
   التطوير المستمر لكل عناصر التصميم من خلال تقويم متنوع شامل لكل المراحل والمواقف، مما يثمر الفائدة المرتدة أو الرجع النافع المثمر أو كما يسمى بالتغذية الراجعة في كثير من الكتب والمراجــع، وهذه الفائدة المرتدة تسهم بقدر عظيم في التقدم والارتقاء سواء كانت سلباً أو إيجاباً، ففي خاتمــة المطاف تسهم في تلافي الثغرات وسد الخلل أو الانطلاق من الجيد إلى مستوى أكثر جـودةً وإتقانــاً.
وخلاصة القول أن: (التصميم يسهِّل كثيراً القدرة على التحكم في كل عناصر العملية التعلّمية ســواء كانت داخل الصف أو من خلال الوحدات المصممة لدارس التعلّم الذاتي).
معايير التصميم التعليمي
          سوف نركز على المعايير الخاصة بالتعليم عن بعد، لما ذكرناه آنفاً أنه لا يوجد اختلاف عميق أو جوهري بين معايير التصاميم في أساليب وأنماط التعليم المختلفة، ولأن التصميم في مجمله يخدم اتجاه التعلُّم الذاتي، كما أن التصميم التعليمي في كثير من المراحل اتجه بدرجات متفاوتة لخدمة هذا الاتجاه وتنميته لدى الدارسين منذ المراحل الأولى.
          وقبل أن نستعرض هذه المعايير، ينبغي أن نضع نصب أعيننا الآتي:
1)    أن المادة التعليمية المطبوعة هي مادة معلِّمة، بمعنى أن الدارس ينتظر أو يفترض أن المعلم مبثوث في ثناياها، وموجود عبر أقسامها ومراحلها يقوده ويعينه في بلوغ الأهداف المرصودة في بداية كل وحدة.
2)    أن الدارس لهذه المادة يعالج وحداتها وفقراتها في غالب الوقت ومعظمه بمفرده، ولذا يعاني عزلة ووحدة تجعل من المادة أكثر جفافاً وصعوبة على النفس، بالمقارنة مع الدارس لها في النظام المقيم، وعليه لابد من إتاحة حلول ومعينات وملطفات تُيّسر وتسهل عليه مهمته التعلَُمية.
3)    أن الدارس لكي يمضي قدماً في المادة لابد له أن يتمرس على التقويم حتى يصبح قادراً على تقويم ذاته بذاته في المقام الأول، ثم يأتي بعد ذلك تقويم ومتابعة المؤسسة التي تُعينه على التعلُّم الذاتي.
          في ضوء ما تقدم فإن فريق التصميم التعليمي في مؤسسات التعليم عن بُعد أو الجامعات المفتوحة يقع على عاتقهم عبئاً عظيماً، ويضم هذا الفريق:
1.  مُعد المادة أو المؤلف.
2.  المصمم التعليمي.
3.  المحرر اللغوي.
4.  المصمم الفني
5.  مجموعة التحكيم (محكمي المادة التعليمية، واللغة، والتصميم).
وقد تجتمع هذه الفئات على العمل، وقد ينجزوا أعمالهم منفردين، لكنهم بالتأكيد يلتقون من خلال المادة وأثناء تداولها بينهم قبل الإخراج النهائي.
في البدء نشير إلى أن المادة المكتوبة تقسم إلى وحدات صغيرة – وهذه الوحدات يطلق عليها (Chunks)، (Units)، والمشهور فيها (Modules)، أما في جامعة لندن المفتوحة تُسنى هذه الوحدات الصغيرة (Blocks) وقد قُصد بتقسيم الموضوعات في وحدات صغيرة تيسير وتذليل دراستها واستيعابها.
F بنية الوحدة:
تتكون الوحدة الدراسية من الأقسام التالية:
V أولاً: قائمة المحتويات (دليل يقود الدارس إلى أقسام وعنوانين المحتوى).
         V  ثانياً: المقدمة:
                      وتشمل مقدمة الوحدة الدراسية البنود الرئيسة التالية:
-   التمهيد.
-   الأهداف.
V ثالثاً: النص الرئيس:
        يتكون النص الرئيس من المادة التعليمية، وما يتعلق بها من تدريبات وأسئلة تقويم ذاتي، ورسومات وأشكال إيضاحية ومخططات وقوائم ومناشط... ألخ.
V الأجزاء الختامية:
          كل وحدة دراسية تُختتم ببعض البنود تتمثل في:
-         الخلاصة.
-         لمحة مسبقة عن الوحدة الدراسية التالية.
-         إجابات التدريبات.
-         مسرد المصطلحات.
-         الملاحق والجداول.
-         المراجع العربية والأجنبية.
-         الوسائط الأخرى ذات العلاقة.
    وسنتعرض لكل ما تقدم ببعض التفصيل لاحقاً.
ننقل بعد هذه الوقفات الهامة إلى المعايير في كل عنصر من عناصر التصميم:-
1.  الأهداف
          الأهداف من الأهمية بمكان في مجال تكنولوجيا التعليم بصفة عامة وفي مجال التصميم التعليمي – جوهر هذا المجال - بصفة خاصة، فالأهداف تكشف للدارس معالم طريقه، وتوضح له خط سيره، وتحدد له مدى تقدمه في بلوغ الهدف.
          لذا يركز المصمم التعليمي على توضيح الأهداف العامة للمقرر – والتي قد يحققها الدارس من خلال وحدات متعددة قلت أم كثرت – وهذه تصاغ بصيغة أكثر عمومية لأنها تتحقق من خلال أهداف أكثر تحديداً ودقة، ومن هنا نتوقف عند الأهداف الخاصة أو السلوكية لكي نوضح الشروط والمحددات ذات العلاقة:
          · صوغ الأهداف
                   الأهداف الخاصة بكل وحدة من وحدات المقرر يجب أن تصاغ في صيغة سلوكية تحدد المتغيرات المتوقعة من الدارس، بمعنى أنها ينبغي أن تتوفر فيها المواصفات التالية:-
-         أن تضاف للدارس، بمعنى أن تتحقق بوساطة الدارس نفسه.
-         أن تكون قابلة للمشاهدة والملاحظة.
-         أن تكون قابلة للقياس والتقويم، فلا بد للأهداف أن تتضمن معايير واضحة توضح الأداء المناسب.
· ففي النقطة الأولى:- كان فيما سبق ينسب الهدف للمعلم مع أنه بلغ هذا الهدف وحققه من سنين مضت، وهو اليوم في وضع يريد أن يُعين غيره على بلوغه، وعليه فإن الحقيقة والهدف الأول والأخير في كل أنماط التعليم أن يحدث التغيير في المتعلم،وعندما يبلغ الدارس الهدف تكون العملية التعليمية بكل عناصرها قد أدركت النجاح وبلغت المرام – فالهدف أولى به وأحق المتعلِّم، لذا فالصوغ السليم أن يقال:
          أن يشرح الدارس، أن يوضح الدارس، أن يفسر الدارس، أن يحلل، أن يركب... إلخ.
· أما النقطة الثانية:-
                   توضح بأن الدارس لابد له من النهوض بسلوك مشاهد من خلاله ندرك مدى احرازه للهدف أو بعضه، وهذا السلوك المشاهد يتمحور حول مناشط ثلاث وهي:
          ~ الكتابة ~ النطق ~ العمل (المجالات التي تظهر فيها النواحي التطبيقية بصفة أكبر مثل فك جهاز، وتركيبه، وإصلاحه، التعليم المهني والحرفي ...إلخ) ولذا يطلق عليها الأهداف السلوكية أو النتاجات المتوقع حدوثها بعد دراسة الوحدة.
          · النقطة الثالثة:- تعني وجوب رصد معيار أو أداة للقياس ثم التقويم، فإذا قلت مثلاً: بعد وجوب دراسة هذه القاعدة الرياضية، ينبغي أن تتحقق الهدف التالي:
-         أن يحل الدارس المسائل ذات العلاقة. فإنه تنبري تساؤلات متعددة، مثل:-
كيفية الحل؟ كم عدد المسائل؟ وفي أي زمن من الوقت؟ والظروف المحيطة الأخرى
ولكن إذا وصفنا الهدف على هذه الصورة:
          أن يحل الدارس خمسة مسائل حلاً صحيحاً خلال خمسة دقائق دون الاستعانة بمعينات جانبية.
(الآلات الحاسبة أو الجداول الرياضية مثلاً).
       · ومن مواصفات الأهداف المطلوبة أن تكون مختصرة بقدر الإمكان.
·      ولكن تحديد زمن الإنجاز في التعليم عن بُعد لا يهم كثيراً، لأن من أهم خصائص ومميزات التعلم عن بعد، إذ أن الدارس يتعلم بحسب قدراته الذاتية وسرعته في التعلُّم، وفي الزمان والمكان الذي يروق له.
·      ومن مواصفات الأهداف المطلوبة أن تكون مختصرة بقدر الإمكان.
 · وعلى الرغم من المزايا الواضحة والمتعددة للأهداف السلوكية، إلا أن البعض يأخذ عليها الصعوبة الشديدة في صياغتها، أو أن الأهداف غالباً ما تتركز على جوانب ((الأخرى)) كما أنه لا يمكن تحديد معظم النتائج المرجوة مسبقاً من خلال هذه الأهداف.
2. المادة والمحتوى
          · يجب أن يتفحص المصمم المادة ككل أولاً، وينظر في وحداتها فإذا كانت مرتبة ترتيباً منطقياً من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب، أما في حالة المواد العلمية فإن هناك قواعد ونظريات أولية تبنى عليها نظريات أكثر تقدماً وتعقيداً، وعليه فإن الأساس ينبغي أن يأتي أولاً ثم يُبنى عليه ثانياً، وفي مادة التاريخ مثلاً فإن الترتيب المنطقي يستلزم أن تلي دراسة الفترة المهدية مرحلة التركية السابقة لأسباب بدهية ومعلومة، فإذا كان ترتيب الوحدات ترتيباً منطقياً منساباً يعين في حد ذاته على الاستيعاب والتعلُّم كان بها ونعمت، وإلا فإنه يجب على المصمم إعادة الترتيب.
          وهذا الترتيب ينسحب أيضاً على الفقرات المنضوية في الأقسام والوحدات.
           · بعد القراءة المتأنية للوحدات بصفة عامة يجب استخراج أهداف المقرر العامة، وهذه الأهداف لا يشترط فيها أن تكون في صيغة عملية وسلوكية محددة بدقة، بل قد تؤدي المطلوب من خلال ألفاظ عامة بحيث يلم الدارس بتصور عام عن أبعاد المقرر، ومن خلال أهداف الوحدات الدقيقة فهو يحقق أهداف المقرر العامة أو البعض منها الذي يمثل المرحلة المعنية من البرنامج الدراسي، ومن المهم جداً أن يقدم المقرر بمقدمة وافية تعرِّف الدارس بأهداف المقرر ومادته وأهم وحداته وعلاقة المقرر بالمادة ككل في مراحل متقدمة، أو بمواد أخرى ذات علاقة، ثم تحرير جدول حاوي للوحدات بالترتيب مع عناوين هذه الوحدات.
1.2 التقسيم إلى وحدات
          · ينتقل المصمم بعد ذلك إلى الوحدة الأولى، وبعد القراءة الفاحصة وبعد أن يستوعب مادتها جيداً يقوم بالآتي:
          يضع لها مقدمة تمهيدية وافية تصف للدارس أهم موضوعات الوحدة ومعالمها البارزة، ثم يحيطه علماً بنهج التصميم في الوحدة وأهم المساعدات التي ستعينه في تَعلَُّمه الذاتي.
           أن تستخلص أهدافاً سلوكية وافية ومحددة بدقة تغطي كل الخبرات التعليمية الهامة والرئيسة في الوحدة، وينبغي أن تعكس مجالات التعلًّم الثلاث (المعرفي – المهاري – الوجداني).
          ولكي يدرك المصمم مراميه المنشودة من الوحدة، يجب أن:
          يقسمها إلى أقسام كل قسم يمثل موضوعاً قائماً بذاته من ناحية ومرتبطاً مع الأقسام الأخرى من ناحية أخرى، وذلك في إطار خدمة موضوع الوحدة ككل. ومن أهم الملاحظات التي يجب أن يتنبه لها المصمم:
ï أن يضع نفسه في موضع الدارس، ويرجع بنفسه إلى أيام الدارسة الثانوية، لكي تتكشف أمامه النقاط المستعصية، والتي قد يعاني الدارس من فهمها واستيعابها، فلابد أن يشرحها المصمم إذا كان متخصصاً في المادة أو بالرجوع إلى المعد لكي يفسرها ويبسطها. مما يتيح للدارس هضمهها.
b ويتم الشرح والتحليل للنقاط الصعبة بعدة طرائق منها:
1- الشرح العادي                      2- المثال (ضرب الأمثلة)             
3- التحليل بما يزيل التعقيد           4 - المقارنة
                     5 – الرسم البياني                      6- الرسم الإيضاحي             
                     7- الرسم الكاريكاتيري                 8- الهياكل
9- الاحالة إلى وسيطة أخرى تتناول ذات الموضوع باسلوب آخر
10- أخرى ....
2.2 الترقيم
          في التصميم التصميمي هناك ترقيم خاص بحيث يُسِّهل على الدارس متابعة الدراسة، والربط بين الأقسام ووضوح العلاقات بين القواعد والمفاهيم، والكشف السريع عن فقرة ما أو نقطة ما في سلاسة تامة دون نصب أو ملل.
        مثال:          الترقيم                               عنوان القسم الرئيس
                        
1. القسم الرئيس

1.1  للعنوانين الفرعية
عن العنوان الرئيس
 
1.                                  علوم القـــرآن
         
 1.1                               المعنى اللغوي        
ترقيم العناوين الفرعية     2.1                              المعنى الاصطلاحي
 
                          1.2.1                            تفرع ثالث عن 2.1 

3.2 تخفيف حدة المادة
                   بما أن دارس التعلُّم الذاتي – كما ذكرنا – يعاني عزلةً واضحة وإذا ما طال السرد في قسم ما فقد يصيبه المـلل والسأم، لذا لابد أن نحفف ونلطف عليه من آن لآخر بما يكسر حدة النص وذلك بعدة أساليب:
          ~ الحوار مع الدارس من خلال أسئلة للنقاش والتداول والحث على التفكير المشترك بما يعين على التقدم. أن يتوقف المعد من آن لآخر وبطريقة ما من الطرائق والإشارة إلى موقف مشابه أو أمثال أو علاقة في الحياة أو في فقرة سابقة أو مادة أخرى ذات علاقة.
          ~ التعبير عن المادة بشكل أو رسم – وغالباً إذا ما كانت الفروع كثيرة ومتشعبة تجمع في شكل واحد أو هيكل عام يضم الأصول والفروع. أو إذا كانت المادة دسمة ومعقدة تفكك وتحلل في هيكل عام رابط يربط بين أجزائها المحللة.
          ~ الصور العلمية المعلِّمة.
          ~ توظيف الألوان – إذا كانت هناك إمكانية لتصميم بأكثر من لون.
          ~ إدخال المادة الهامة في صناديق أو دوائر أو مثلثات........... إلخ من الأشكال التي قد تغير من رتابة الموضوع وتبرز أهميته في ذات الوقت.    
          ~ المنبهات المختلفة في بداية الفقرة على سبيل المثال:
E       ü           ·             ó           ~            -           n                   ...إلخ
     ~ وقد تكون المنبهات عبارة عن خط بحجم أكبر من بقية السطر للتنبيه على أهمية النقطة المعينة ولفت نظر الدارس.
          ~ وقد يتم التنبيه من خلال خطوط تخطط تحت الجمل والعبارات الهامة.
4.2 تجنب الجمل والعبارات الطويلة
          · الجمل والعبارات الطويلة تؤدي إلى ضياع المعنى والتيه بحيث يعجز الدارس عن الربط بين المفاهيم والحقائق والأفكار المختلفة، وربما يؤول الأمر إلى اضطراب وخلط ثم يفضي الأمر كله إلى إعاقة حقيقية، فالجمل القصيرة والمحكمة تبرز المعنى وتحقق الترابط الفكري وتعين على الفهم والاستيعاب.   
          ويفضل أن تنطلق الكتابة في كل فقرة من نقطة محورية، ثم تتوسع وتُدعم بالأمثلة والتحليل والمنبهات والأسئلة حتى نحيلها للدارس متعة حقيقية، وسياحة مشوقة تُغري الدارس بالمتابعة.
          · طرح الموضوع في خطوات صغيرة تتبعها ألوان التعزيز هو نهج المدرسة السلوكية.
          · وتوسيع المادة وتدعيمها بالخبرات والمعارف السابقة، وتنظيم البُنى المعرفية المختلفة هو نهج المدرسة المعرفية.... إلى غير ذلك من المدارس، وقد يختار المصمم في بعض الفقرات طريقة حل المشكلات ...إلخ.
          · ويمكن للمعد والمصمم المزج بين أكثر من مدرسة من مدارس علم النفس بما يناسب المادة أو الفقرة.
          المسار يمضي بنا إلى "التقويم"، والتقويم في حد ذاته لون من ألوان التغيير التي تلطف من الرتابة، وتخفف حدة النص.
· وخلاصة الأمر أنه يجب أن تصاغ المادة بأسلوب لغوي ودي، يُستخدم الضمير أنت للدارس وأنا للمعد حتى يستشعر الدارس أنه حقاً في حضرة المعلم وفي حوار دائب معه.
          - الجمل قصيرة، بسيطة مألوفة تحمل فكرة واحدة.
          - غير عالية التجريد، ذات دلالة محسوسة، وإذا لزم الأمر يجب التعبير عنها برسن أو شكل يخفف من التجريد، ويضفي عليها بعداً محسوساً.
          - الفقرات قصيرة، وكل فقرة تقتصر على فكرة واحدة، ومن الأنسب أن لا يزيد طول الفقرة عن سبعين كلمة تقريباً.
          - أسلوب التعبير وعرض المادة يُفضل أن يكون في صيغة المعلوم، ولا تُستخدم صيغة المبني للمجهول، لأن في المبني للمعلوم حضور وأقرب إلى جو الصداقة.
          - يجب التدقيق في المعاني بحيث لا تحتمل أي لبس أو غموض أو تأويل، وتُفيد معنىً قاطعاً.
· أما إذا كان المحتوى لغةً ملفوظة كما هو الحال في الوسائط السمعية أو السمعبصرية، فمن الضروري أو المؤكد أن تكون مخارج الحروف واضحة كل الوضوح معبرة عن كل موقف التعبير المناسب فالسؤال نغمته تختلف عن السرد، والتوقف عند نهاية كل فقرة بما ينبه السامع، والابتداء أيضاً، وتعديل الصوت يعبر عن الأهم والمهم ومواطن الإعجاب أو الدهشة أو الاستنكار... إلخ، ثم تأتي سرعة الصوت المناسبة فوق كل ذلك من المعايير المهمة جداً في تصميم هذه الوسائط والتي تتجلى المواهب والإبداع جنباً إلى جنب مع القواعد العلمية الرفيعة.
3. التقويم
1.3 التدريبات
          · التدريبات غالباً ما تكون في ثنايا القسم وبين الفقرات، ويقصد بها تدريب عقل الدارس على البحث والاستقصاء بدرجة أعمق، فهي غالباً ما تنطوي على استنتاج أو ربط بين علاقات مختلفة أو مقارنة دقيقة أو تحليل أو تقويم، ولذا يمثل التدريب موضع من مواضع التغيير أثناء النص التي تنتقل بالدارس إلى أفق جديد.
E              والتدريبات أيضاً قد تطلب من الدارس الإجابة على سؤال قد لا يجد معلوماته في الوحدة، ولكن قد يضطر إلى البحث عنه في مرجع أو مصادر أخرى لكي يتمكن من الإجابة.
          فالتدريب يقصد به دفع الدارس إلى النظر والتفكير والمران العملي.
          وفي المواد العلمية قد يطلب من الدارس إجراء تجربة، ووصف نتائجها أو تسجيلها على قرص مدمج لكي تخضع للتقويم من قبل المشرف الميداني.
× والتدريب له علامة أو رمز منبه خاص به تميزه عن غيره من ألوان التقويم، ولكل مؤسسة أسلوب ومنهج خاص بها في هذه الرموز أو ما يسمى بـ (Style) في اللغة الإنجليزية، يميزها عن غيرها من الجامعات المفتوحة من حيث المظهر وليس الجوهر، فجوهر التدريب ومغزاه والهدف منه واحد في كل التصاميم للتعليم عن بعد، وإليك نماذج منها:
              
      

ñ ومن معايير التصميم في التصميم أن تكتب لفظة تدريب مع رقمها في الوحدة مثال:
               تدريب رقم (1):

          لأن من معايير التدريب إجابة التدريبات في نهاية كل وحدة، والترقيم لابد منه حتى يتمكن الدارس من الرجوع إلى إجابة التدريب المعين الذي تعسر عليه كما أنه لابد أن يشتمل كل قسم من أقسام الوحدة على تدريبين أو أكثر.
2.3 التقويم الذاتي
          التقويم الذاتي أسئلة في متناول اليد وهي أكثر سهولة ووضوحاً من أسئلة التدريب، لأن الهدف منها مراجعة عامة لكل النقاط والمعلومات في القسم المعين، ولذا تمتاز أسئلة التقويم الذاتي بالكثرة حتى تكون كافية وقد يكون في القسم الواحد أكثر من تقويم ذاتي، لكن يجب أن لا ينقص عن واحد شامل بأسئلة كافية تغطي كل المعلومات السابقة لها. ويجب أن تكون في المعلومات الواردة في النص وليست الخارجة عنه.
          ž والتقويم الذاتي أيضاً له علامة مميزة خاصة به، وعلى سبيل المثال:
؟              تقويم ذاتي   أو            !         é       ç

3.3 المناشط
          المناشط محدودة في عددها بالمقارنة مع عدد التدريبات وأعداد أسئلة التقويم الذاتي – وقد يكون في الوحدة نشاط واحد أو اثنين.
E           وغالباً ما تنطوي المناشط على جانب عملي كالبحث في المراجع، أو كتابة مقال أو ورقة بحثية صغيرة، أو الخروج إلى المجتمع وتفقد الواقع والربط بين ما درسه المتعلم وما يجري في الحياة المعاشة، وغالباً ما يُطلب من الدارس تنفيذ منشط واحد أو اثنين في الوحدة لأن النشاط يتطلب وقتاً وجهداً أكثر من ألوان التقويم الأخرى.
          ومن علاماته أو المنبهات الخاصة به في جامعة السودان المفتوحة:
          نشاط
4. التصميم... والوسائط الأخرى المساعدة
                التصميم التعليمي للمادة المطبوعة غالباً ما يستلزم تصميم وسائط أخرى مكملة للمادة المطبوعة مثل:
                        ~ أشرطة الكاسيت
                        ~ أشرطة الفيديو
                        ~ أقراص مدمجة
          وقد يتضمن الإشارة إلى متابعة مشاهد تلفزيونية ما، أو الاستماع إلى المذياع لمتابعة برامج إذاعية ذات علاقة بالمادة، وأُنتجت خصيصاً لها.
          في هذه الحالة لابد أن يكون التصميم متكاملاً بحيث يأخذ في الاعتبار زوايا متنوعة من المادة، وإلا سيكون تكراراً مملاً، فعلى سبيل المثال:
          قد تكون هناك نقطة مستعصية على الفهم، وتحتاج إلى أمثلة، أو إلى مشهد تمثيلي، أو إلى برنامج محاكاة على القرص المدمج، ومن هنا يجب أن تتكامل الأوعية الناقلة للمادة التعليمية فيما بينها، فما يفتقده الدارس في وسط ما يجده في وسط آخر، أو يُفصَّل في وسط آخر أو يحلل بدرجة أعمق، أو يتم تلخيصه في مشهد أو مواقف ....إلخ.
          والاستراتيجية في هذا المنحى أن يجد الدارس حقاً بدائل متعددة من حيث المظهر وطريقة العرض من ناحية، وأن تعالج كل وسيطة الموضوع في وجهة ما، ولكن كل هذه المعالجات تصب في هدف واحد كبير، ألا وهو تيسير المادة للدارس حتى يبلغ في استيعابها الحدود القصوى من الإتقان، مع الاستمتاع الكامل بدراستها.
          ويجب الإشارة في ثنايا الفقرات إلى الوسيط المساعد في استيعاب نقطة ما عن طريق الرمز مثلاً:
1    º   أشرطة كاسيت
2                أشرطة فيديو
3 <       أقراص الحاسوب Disk ate
 4  >      قرص مدمج
          أو قد تتم الإشارة الصريحة للوسيط كتابة بأن اسمع الكاسيت أو شريط التسجيل أو مثلاً:
          ! استعين في هذه النقطة بشريط الفيديو المخصص لها الذي يحمل اسم كذا أو رقم كذا.
1.4 وقد تحمل هذه الأوعية:
          5 التمارين: ترديد مقاطع أو كلمات أو تكوين جمل أو عبارات ....إلخ كما هو الحال في اللغات.
          r إجراء التجارب الافتراضية كما ذكرنا آنفاً.
          5 التقويم: فقد يطلب من الطالب تسجيل إجابة التدريب على شريط تسجيل أو قرص حاسوب
               ...إلخ.
· وكلما كان المصمم ماهراً في تصميم الوسيطة بحيث تخدم غرضاً هاماً مميزاً ومكملاً للوسائط الأخرى، حققت الوسيطة نتائج أفضل.
· وأيضاً تصميم موقع الوسيطة المناسب في النص بحيث تُدرج في المكان المناسب تماماً فتكون بلسماً شافياً ينتفع به الدارس كل النفع في الفهم.
5. الملاحق
          تتبع كل وحدة مجموعة من الملاحق – كما ذكرنا - بحيث تجعل الوحدة وكأنها مرجعاً قائماً بذاته، كافياً ومشبعاً للدارس، وأول هذه الملاحق:
1.5 الخلاصة
          خلاصة كل وحدة هي تلخيص لأهم ما ورد في الوحدة من معلومات وحقائق ومفاهيم، بحيث إذا قرأها الدارس استفاد منها الفائدة الجمة، وتمكن من خلالها أن يعي جيداً أهم ما في الوحدة.
2.5 لمحة مسبقة
          وهي إفادة سريعة لما سيأتي في الوحدة التالية من موضوعات، وهي سريعة جداً فهي بحق لمحة قد لا تتعدى أربعة أو خمسة سطور، والهدف منها الربط بين الوحدات أي كحلقة صغيرة تربط بين السابق واللاحق، فالتصميم نظام ينتظم عناصره المتعددة في سياق واحد يلتقي أدناه بأعلاه كما سنعرف لاحقاً.

3.5 إجابات التدريبات
بما أن التدريب كما ذكرنا ينطوي على أسئلة عميقة، وبحاجة إلى إعمال فكر ونظر، وتحليل وتركيب، وتقييم وتقويم، فإن الدارس قد تستعصي عليه إجابة بعض التدريبات أو كلها، لذا يجدها في آخر كل وحدة.
4.5 مسرد المصطلحات
          المصطلحات الأجنبية والعربية غالباً ما تكون معرفة وموضحة في داخل النص، لكن حصرها كلها عبر الوحدة وتجميعها في مكان واحد وربما اختصار تعريفها يمثل كشافاً للوحدة، ودليلاً وحصيلة جيدة لمجموعة المصطلحات المنتشرة في الوحدة مما يعين الدارس على إلمام جانب هام في الوحدة، ويساعده كثيراً في المراجعة واسترجاع المعلومات.
5.5 المراجع 
المراجع الخاصة بالوحدة، والمراجع غير المذكورة في الوحدة كلها يجدها الدارس في نهاية الوحدة، حتى يتمكن الدارس من إثراء معلوماته والاستزادة في الموضوع إن أراد ذلك، وإعانته على إنجاز مناشطه وبحوثه والإجابة على تدريباته...إلخ، وفي غير ذلك أيضاً تنمية لمهارات البحث وتوسيع الآفاق بالتعرف على مصادر متنوعة ومتعددة، وعدم الانغلاق على مصادر محدودة. وكل ذلك من المفترض أن ينمي الإبداع والابتكار والتفكير الحر المستقل لدى الدارس.
ž قراءات مساعدة
         نجد في بعض التصاميم الإشارة إلى كتب بعينها أو موضوعات في مجلات أو كتب أو أوراق بحثية، ومع التقدم الماثل في علم المعلومات يمكن الإشارة إلى مواقع بعينها في الإنترنت تتناول الموضوع محط الاهتمام، والقراءات المساعدة تكون أكثر التصاقاً بالموضوع، وذات علاقة وثيقة بمباحثه لذا قد تعين الدارس بصفة أكبر في التوسع في الإلمام بآفاق الموضوع.
6. التصميم ... واسلوب النظم
           النظام في اللغة: ما نُظم فيه الشيء من خيط أو سلك أو غيره ونظام كل أمر ملاكه أو المسيطر عليه والمتحكم فيه، والمتصرف في تسييره وحراكه.
          والنظام أيضاً، عقد اللؤلؤ أو الجوهر. فحبات اللؤلؤ منتظمة في خيط من الحرير أو سلسل من الذهب.
          النظام إذاً: "عبارة عن مجموعة من العناصر المتفاعلة المتداخلة والتي تُكِّون كلاً واحداً"6
          ويمكن تلخيص التعريفات الكثيرة للنظام لدى التربويين بما يلي:
          "النظام هو مجموعة من العناصر التي تعمل كوحدة واحدة وتتكامل في تفاعلها وعلاقاتها من أجل أداء وظيفة معينة أو تحقيق هدف محدد"7
أسلوب النظم وتكنولوجيا التعليم
          من خلال تعريف كوربجان وكدفمان تضح لنا العلاقة بين أسلوب النظم وتكنولوجيا التعليم:
          "إن اسلوب النظم طريقة تحليلية للتخطيط ونظامية، تمكننا من التقدم من الأهداف التي حددتها مهمة النظام إلى تحقيق تلك الأهداف بواسطة عمل منضبط ومرتب للأجزاء التي يتألف منها النظام كله، وتتكامل تلك الأجزاء وفقاً لوظائفها التي تقوم بها في النظام الكلي، والذي يحقق الأهداف التي تحددت للمهمة" 8
          أما لجنة استراتيجية تطوير التنمية في البلاد العربية عرفت اسلوب النظم بأنه "اسلوب في التفكير ومعالجة المشكلات حيثما كان الهدف في معالجتها إدراك ما بين الظواهر من علاقات متبادلة. 9
          إذاً نخلص من ذلك أن اسلوب النظم اسلوب علمي يهدف إلى توظيف العناصر المختلفة وترتيب العلاقة بينهما لتخدم أهدافاً مشتركة لمعالجة العناصر المختلفة وبلوغ الأمثل من خلال هذه المعالجة والنظام المرتب، وبما أن العناصر في كل نظام قد تتضارب أو تتناقض فإن مهمة النظام ترتيب هذه العناصر فإذا كانت عناصره متناقضة فلا يكون نظاماً لأنها ستضارب فيما بينها وتعيق بذلك العمل، ففي بداية الأمر يجب ترتيب هذه العناصر بما يفضي إلى أن تكون العلاقة بينها عضوية تكاملية بحيث تتضافر لإكمال المهمة، وهذا هو الاسلوب العلمي الدقيق لإخراج نظام يتقدم بالعمل ويسير به إلى الأمام.
          إذاً اسلوب النظم هو روح تكنولوجيا التعليم، وهما وجهان لمجال لواحد، لأن خلاصة التكنولوجيا هي:
التطبيق المنظم للمعرفة العلمية "وفي أي مجال من مجالات هذه المعرفة"10
واسلوب النظم هو أيضاً جوهر التصميم التعليمي، لأن من تعريفاته الرئيسة:(أنه طريقة نظامية). أما تعريف موسوعة وسائل الاتصال وتكنولوجيا التعليم فإنه يبرز العلاقة بصورة جلية للغاية بين التصميم واسلوب النظم إذ يقرر بأن تكنولوجيا التعليم:
          "عملية منهجية نظامية لتخطيط وتصميم وتنفيذ وتقويم عمليات التعليم والتعلُّم في ضوء أهداف محددة، وبالاعتماد على نتائج البحوث في ميادين التعليم والاتصال، وباستخدام المصادر البشرية وغير البشرية المتاحة للحصول على تعليم أكثر فعالية"  لاحظ ما تحته خط فإن عبارات مثل نظامية، ونظم كلها تؤول في حقيقة الأمر إلى نهج النظم وتُشير إليه إشارة واضحة.
          وكما ذكرنا فإن اسلوب النظم مأخوذ من النظام الذي يلتقي طرفاه في نقطة ما، لذا فإن جميع نماذج التصميم مهما أخذت من أشكال:
          مستطيلة، مربعة، بيضاوية، دائرية، لابد لها من الالتقاء عند طرفيها، ولابد لآخر نقطة أن تلتقي بأول نقطة عند الأهداف.
ولك أن تراجع نماذج: كمب أو سيرس ولوينثال أو    هايردس أو غانيية وبرجز أو  جيرلاك وإيلي أو غير ذلك كثير من النماذج.

وإليك مثال مصغر لما يكون عليه النموذج أو الخارطة الجامعة التي تعبر عن نظام التصميم التعليمي:








 





















ويتجلى أسلوب النظم في تصميم المادة المكتوبة حيث تُقسم المادة إلى وحدات صغيرة تتصل ببعضها البعض من حيث الترتيب المنطقي، وحلقات الانتقال التي تربط السابق بالسابق باللاحق، والوحدة الواحدة مقسمة إلى فقرات متصلة ببعضها البعض والمقومة أولاً بأول ثم آخر الوحدة بأولها من خلال التقويم الختامي الذي يكشف عن مدى تحقيق الأهداف المرصودة في أول الوحدة، والوحدات كلها في النهاية مربوطة بأهداف المقرر العامة، فهي حلقات صغيرة تبدأمن الأهداف وتنتهي إليها لشكل الحلقة الكبرى والنظام العام الذي ينتظم المقرر من أوله إلى آخره.

 7. التصميم... المعايير والفن
          بعد أن تتبعنا معايير التصميم التعليمي عن بعد، قد يتفهم البعض أن هذه المعايير صارمة ومحددة وبالتالي تضيق الخناق وتحد أو تقلل كثيراً من الإبداع والمواهب الفنية لدى المصمم، مع أن تكنولوجيا التعليم مجال يجمع بين العلم والفن، بين المنطق وسعة الخيال، بين البحث العلمي الصارم وتطويع هذا البحث بما يحقق الحل الناجع والمتقـن بحسب الظروف المحيطة ومعطيات البيئة التي سيطبق فيها الحل. والتصميم التعليمي - كما ذكرنا – يمثل تكنولوجيا التعليم كل التمثيل، لذا لابد فيه من النواحي الفنية وتحقيق الموهبة، وإتاحة إمكانات الإبداع لدى المصمم إلى أبعد حد ممكن لديه. 
          ويمكن تحقيق ذلك والوفاء به في كل ركن من أركان التصميم فاستخراج الأهداف السلوكية الوافية بالخبرات التعليمية في الوحدة، ثم البراعة في صوغها بدرجة دقيقة وواضحة.
          المهارة في عرض المادة والقدرة على ترتيب الوحدات ثم ترتيب الوحدة الواحد من خلال تقديم فقرة وتأخير الأخرى هو فن وبراعة بلا جدال.
          ويأتي بعد ذلك عرض الأفكار والمفاهيم في أشكال أو رسوم، رسوم معبرة أو هياكل تجمع شتات أفكار ما، أو رسوم كاريكتيرية أو رسوم بيانية أو إيضاحية كلها مجالات إبداع للإنسان بلا حدود كما أن توزيع ألوان التقويم بصورة متوازنة – واختيار المنبهات المناسبة وفي المواطن المطلوبة... إلخ، في كل ما تقدم ميدان رحب للفن والابتكار وإبراز القدرات الفنية.
          وإن إبراز بعض الحقائق والمفاهيم والقواعد في صناديق أو أشكال مناسبة.... كل ذلك بحاجة إلى مهارة وقدرات خيالية ومواهب موفورة. كما أن الحوار المبثوث في النص مجال للإبداع والروح الفنية لا تحده حدود.           والمصمم الذي يقتصر على تطبيق المعايير والقواعد دونما تصرف، ويجعل همه الأول والأخير تطبيق المعايير حرفياً غالباً ما يخرج تصميمه جافاً عقيماً لا حيوية فيه.
          المعايير والقواعد والشروط بحاجة إلى من يظهرها في ثوب جذاب وقشيب، ويطوعها ويوظفها بمرونة كبيرة بحيث تؤدي دورها كاملاً، وتؤثر في الدارس وتثير اهتمامه فيركز عليها بكلياته ومن خلال ذلك التركيز والجذب يدرك الخبرات التعليمية التي تحتويها بيسر وسهولة مع الاستمتاع بكل ذلك وكأنه يمارس لعبة أو يفكك ويركب في جهاز أو يحاول الوصول إلى هدفه من خلال تتبع في متاهه أو يحاول أن يكتشف العلاقات بين الكلمات المتقاطعة...... فيمارس بذلك نشاطاً دافقاً نافعاً يدفع منه الملل أيما دفع.
8. التصميم.... ومراكز تكنولوجيا التعليم
          التصميم التعليمي – كما ذكرنا – في تعريفه أنه طريقة نظامية، ووضحنا اسلوب النظم وما ينطوي عليه من إمكانات التطوير المستمر من خلال التقويم الدقيق والتغذية الراجعة أو الفائدة المرتدة. وهذه الفائدة المرتدة إنما تكون من الدارس والمشرف الأكاديمي في المقام الأول، كما أنها قد تكون من الوسط صاحب الاهتمام والعلاقة بصفة عامة، والمؤسسات ذات الاختصاص والتي يهمها الأمر كثيراً.
          ومن المعلوم أن مؤسسات التعليم العالي في كثير من الدول، وبصفة خاصة مؤسسات التعليم المفتوح تهتم أول ما تهتم بتأسيس قواعد أو مراكز لتكنولوجيا التعليم يتلخص دورها الجوهري في توظيف تكنولوجيا التعليم لخدمة فعاليات التعليم والتعلُّم والبرامج والمواد التعليمية. وقد تختلف تسميات هذه المراكز، فمثلاً في الجامعة المفتوحة البريطانية يطلق عليه معهد تكنولوجيا التعليم.... إلخ، ولكن مهما اختلفت التسميات إلا أن الجوهر والوظائف والأهداف واحدة.
          هذه المراكز تضلع بأدوات كثيرة جداً تأتي في مقدمتها البحث العلمي من أجل حل المشكلات والتطوير المستمر. وتتوافر بها دوائر التصميم وفحص الجودة والتقويم والإنتاج.
E             فإن مهام التصميم ومتابعة تقويمه وتطويره إنما يقع العبء الأكبر فيه على هذه المراكز، ومن أعمالها الجوهرية مراقبة توظيف الوسائط المختلفة ومدى الاستفادة منها لدى كل المنتمين لهذه الجامعات من مشرفين ودارسين وأساتذة متعاونين والأوساط التعليمية الأخرى، ولذا تتلقى الملاحظات والمقترحات والتعليقات بالإضافة إلى ما تكتشفه وتجمعه من تغذية مرتدة من خلال عملها الدائب الهادف إلى سد الثغرات وتلافي مواطن الخلل وبلوغ المراحل الأقصى من الجودة.
· ومن الوظائف الجوهرية الأخرى لهذه المراكز توفير كل ما يحتاجه المصمم من أدوات ووسائل ومعلومات ومراجع ومصادر لإتمام تصميمه على الوجه الأكمل.
· وأيضاً التعاون مع دوائر تصميم الوسائط الأخرى بهدف إنتاج الوسائط المرافقة والمناسبة للمادة المطبوعة.
9. كيف يخدم التصميم تفريد التعليم؟
          إن التصميم التعليمي كمجال متقدم من مجالات تكنولوجيا التعليم إنما يهدف في المقام الأول إلى تفريد التعليم وذلك من خلال نهجه واسلوبه وخطواته من المبدأ وحتى الختام ويتمثل ذلك في:
أولاً: الأهداف السلوكية
                             الصوغ الدقيق للأهداف إنما تعكس للدارس المراد منه بدقة، وكلما تقدم الدارس في قدراته ووعيه استطاع أن يأتي بهذا الهدف على الوجه الأمثل، ولكل دارس الحرية المطلقة في بلوغ الهدف بما يناسب إمكاناته وسرعته في الاستيعاب وقدراته العلمية على التطبيق.
          وينبغي أيضاً على المصمم أن يصوغ الأهداف المعرفية والأدائية والوجدانية بحسب تدرجاتها التصاعدية حتى يستوعب الضعاف ومتوسطي القدرات والأذكياء والعباقرة،لأن في صوغ الأهداف انطلاقاً في الحد الأدنى، والأكثر سهولة إنما يترتب عليه غياب التحدي وانصراف الأذكياء عن المادة، وفيه أيضاً ظلم للدار س الضعيف فكون أن نعلمه على السهل الأسهل إنما نعمل بذلك في الحقيقة على تثبيط همته، ودفعه في الطريق الصحيح باستثارة تفكيره، وتدريبه على حل المشكلات والمحاولة تلو المحاولة للارتقاء بإمكاناته. وزرع الثقة فيه رويداً رويداً بأنه يمكن أن يكون مفكراً مبدعاً، ويستطيع التفوق على نفسه والتقدم بخطى ثابتة نحو النجاح في تحقيق أهدافه، وهذا من أعظم خصائص ومزايا التعلُّم الذاتي الفردي.
ثانياً: الحوار والمنبهات
                             الحوار الذي يتخلل المادة يخاطب كل دارس بنفسه، وليس كما هو الحال في الصف أو القاعة عندما يكون الحوار مطروحاً لمجموعة قلت أو كثرت، والمطلوب من الدارس أن يناقش هذا الحوار كثيراً مع نفسه وبمفرده ويستوعب منه المطلوب والغرض بحسب طاقته، فإذا ما بذل غاية جهوده اتجه بعد ذلك بما استعصى عليه إلى المشرف الميداني ليناقشا معاً مواطن الصعوبة.
          وهذا ينسحب على الأشكال والرسوم والإيضاحات والمنبهات التي يفترض فيها أن تكون وسيلة للشرح والإيضاح، ولكن لكل دارس تصور وتفسير وقبول لما يطرح عليه.
ثالثاً: التقويم:
 قُصد بالتقويم أن يكون متنوعاً ومتعدداً لكي يقابل فئات لا حصر لها وغير متجانسة كمسلمة علمية وتربوية، ولكن بطبيعة الحال قد يتسع عدم التجانس أو يضيق فيكون هناك تشابهاً إلى حد ما ولكن لا يصل إلى درجة التطابق مطلقاً.
-         فالأذكياء مثلاً قد يجدون ضالتهم في التدريبات العميقة التي بحاجة إلى تعليل وتحليل وتقويم، أو مجهود ربما لا يتوفر في السطور وإنما فيما وراء السطور أو أبعد من ذلك.
-         ومتوسط الحال والمتدني في استيعابه تسعده الإجابة على أسئلة التقويم الذاتي.
-         أما من له نشاط متنوع، ويطمح إلى المزيد من المعرفة، ويحب الإطلاع على المراجع والمصادر المختلفة، ويتطلع إلى تنمية مهاراته في البحث والاستقصاء والتعليق والتخيلص والكتابة والتعبير، ففي المناشط متسع يشبع نهمه ويرضي تطلعه.
الخلاصة
          أهمية التصميم التعليمي في التعليم المفتوح
          يمكن تلخيص هذه الأهمية وبصفة خاصة لدارس التعليم المفتوح في:
1.    يقود التصميم التعليمي الدارس بإحكام من خلال الأهداف التعليمية العامة، والأهداف السلوكية الخاصة للمادة المراد تعلُّمها، وهذه الاستراتيجية من شأنها أن تُيسر لتقدم في المادة على بينة وقدم راسخ بما ينتهي إلى النجاح المرغوب فيه,
2.    تميز الأهداف النظرية عن التطبيقية، وإتاحة الفرصة للدارس لكي يبرز مواهبة العملية وقدراته المهارية بصدق وبالمستوى المطلوب كماً وكيفاً.
3.    الأهداف الوجدانية والعاطفية التي ينبغي أن تجدلها جزءاً في كل وحدة، تساعد في بناء الشخصية المتكاملة المتوازنة للدارس.
4.    التدرج في مستويات الأهداف من التذكر والاستيعاب إلى التحليل والتقويم يسهم بدرجة عميقة في تمرين الدارس على التفكير العميق والاتجاه إلى الابتكار والإبداع.
5.    التصميم التعليمي يوفر الوقت والجهد، إذ يقتصر للدارس الكثير، فالطريق واضح ممهد دونه، والأهداف جلية وبارزة، والوسائط لبلوغ ذلك موفورة بين يديه، وبالتالي فلا يشتت جهوده هنا وهناك لبلوغ أهدافه.
6.    التصميم التعليمي يسهم في تحقيق التعاون والتفاعل وتيسير الاتصال والتواصل بين أجزاء المادة والمحتوى وأهل التصميم والتحكيم، وبذلك بذلك يوفر للدارس خبرة تعليمية – تعلّمية متكاملة ووافية، بالإضافة إلى أن أعضاء الفريق يظلون في تعاون مستمر ووطيد لتلاقي الثغرات وتطوير المادة إلى الأمثل.
7.    التعاون في تصميم المادة يجعل من التعليم والتعلم مجالاً خصباً للإبداع الجماعي، ويقلل من التوتر والتنافس في الوسط التعليمي بين الأساتذة العاملين في مختلف المجالات، ويعين على سعة الأفق وإدراك عظم الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتق كل من يعمل في هذا المجال، بأن الأمانة جد عظيمة ولا يأتي النهوض بها على مستوى الأفراد فقط، بل لابد من العمل الجماعي وعلى أسس علمية رخيصة.
8.    يجسد التصميم التعليمي في كل خطوة من خطواته العلاقة بين المبادئ النظرية والتطبيقية في مجال التعليم والتعلُّم.
9.    يتيح للدارس آفاق جديدة في البحث والاستقصاء والإلمام بالمزيد والعميق من الخبرات التعليمية من خلال منافذ جديدة، وتبصيره بالأوعية الحديثة في نقل المعرفة ومصادر التعلُّم بدلاً عن الاعتماد على مصدر تقليدي واحد (الكتاب المدرسي) ووجه الآخر الشارع له (المعلم).
10.  يملك الدارس أهم مقوم ن مقومات التعلُّم  ألا وهو التقويم الذاتي ومعرفة موقف المتعلم ومدى تقدمه أو تأخره، وهذه مزية عظيمة من مزايا الأهداف السلوكية، فالقياس والتقويم دائماً وأبداً مرتبط بهذه الأهداف التي تكشف للدارس مدى تحقيقه للمطلوب أو إخفاقه فيه، وماذا ينقصه؟ وماذا يترتب عليه أن يقوم به لكي يتدارك ما قصر عنه؟
وأخيراً فإن التصميم التعليمي قد أتاح آفاقاً رحبة، وأزال عوائق جمة في سبيل التعليم والتعلُّم، وفي تيسير عرض المواد التعليمية وتقديمها للدارس هينة مذللة، ولقد أفادت المناهج وأنماط التعليم ومراحله المختلفة من هذا العلم أيما فائدة، ودرجت معظم الجهات والمؤسسات عبر العالم على نشر كتبها وموادها التعليمية وفقاً لمعايير التصميم التعليمي.    





















المراجع
1)    أحمد محمّد سالم، عادل السيد سرايا – منظومة تكنولوجيا التعليم – طـ الأولى (2003م) مكتبة الرشيد للنشر والتوزيع - الرياض.
2)    وليد خضر الزند  (2004م) – التصاميم التعليمية – الأولى الرياض، السعودية
3)     عثمان سر الختم (2000م)  محاضرات عن التصميم التعليمي في طلاب الدراسات العليا – جامعة الزعيم الأزهري .
4)    ""             ""              ""                """               """               ""
5)    ""             ""              ""                """               """               ""
6)    مقررات جامعة القدس المفتوحة – تكنولوجيا التربية، رقم المقرر 5202 – الطبعة الأولى (1993م).
منشورات جامعة القدس المفتوحة – عمان.
7)    ""        ""          ""          ""        ""          ""          "" 
8)    ""        ""          ""          ""        ""          ""          "" 
9)    توفيق مرعي – محمّد رشيد الناصر – تكنولوجيا التعليم – الطبعة الأولى (1985م) إعداد الكليات المتوسطة – سلطنة عمان.
10)       محمّد محمود الحيلة – التصميم التعليمي – نظرية ممارسة – الطبعة الأولى (1999م) دار المسيرة عمان.
أوراق بحثية
-         الدورة التدريبية الإقليمية لفائدة الأساتذة والمكونات بمراكز التعليم عن بُعد،الخرطوم 2630 أبريل 2004م – جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا - السودان

هناك تعليقان (2):

  1. لمزيد من المعلومات عن التصميم التعليمي، أدعوكم لزيارة موقع مصمم تعليمي
    www.id4arab.com
    يهتم بكل ما هو جديد في التصميم التعليمي وتقنيات التعليم والتعليم الإلكتروني

    ردحذف
  2. كل مايمكننا عمله من أجلكم كما عملتم من أجلنا هو الدعاء لكم حاضرا وغيبا سرا وجهرا فجزاكم الله كل خير على ماقدمتموه وصرف عنكم كل شر. حفظكم الله ومن تحبون. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

    ردحذف